الظواهري بكلمة لـ"حقن الدماء": داعش فرع للقاعدة وعلى "النصرة" وقف العدوان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، إن على الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ"داعش" التركيز في قتالها داخل العراق في الوقت الذي ناشد فيه زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، على وقف أي قتال فيه عدوان على ما وصفهم بـ"اخوانه المجاهدين."
وقال الظواهري في كلمة مسجلة بثتها مؤسسة السحاب التي تعنى بنشر بيانات القاعدة زعمت إنها للظواهري: "أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي -حفظه اللهُ- وكلِ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدةُ لكلِ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوانٌ على أنفسِ وحرماتِ إخوانِهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافضِ."
وتابع الظواهري قائلا: "أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ.. كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيرِ مغاليقَ للشرِ."
وحول علاقة داعش بالقاعدة، قال الظواهري: "أما الشهادةُ فهي بشأنِ علاقةِ دولةِ العراقِ الإسلاميةِ وأميرِها الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ -حفظه اللهُ- بجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، فأقولُ مستعينًا باللهِ: هذه شهادةٌ مني أُشْهِدُ اللهَ عليها: أن الدولةَ الإسلاميةَ في العراقِ فرعٌ تابعٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ." أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة
وتابع "وأودُ هنا أن أبينَ بعض التفاصيلِ. لما قامت دولةُ العراقِ الإسلاميةِ دون أن تُستأمرَ فيها قيادةُ جماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وعلى رأسِها الإمامُ المجددُ الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، بل ولم تستشرْ، ولا حتى أُخطرتْ بها، أرسل الشيخُ الشهيدُ-كما نحسبُه- أبو حمزةَ المهاجرُ -رحمه اللهُ- رسالةً للقيادةِ العامةِ يبررُ فيها إنشاءَ الدولةِ، ويؤكدُ فيها على ولاءِ الدولةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وأن الإخوةَ في الشورى قد أخذوا العهدَ على الشيخِ الشهيدِ -كما نحسبُه- أبي عمرَ البغداديِ بأن أميرَه هو الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، وأن الدولةَ تابعةٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، ولكن رأوا أن يُعلموا الإخوةَ بذلك ولا ينشروه، لبعض الاعتباراتِ السياسيةِ التي رأوها في العراقِ حينئذٍ."
وأضاف: "كان الإخوةُ في القيادةِ العامةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وفي دولةِ العراقِ الإسلاميةِ يتعاملون على أساسِ هذه القاعدةِ؛ أن دولةَ العراقِ الإسلاميةِ جزءٌ من جماعةِ قاعدةِ الجهادِ،" ضاربا عددا من الأمثلة منها: "الرسالةُ التي نشرها الأمريكانُ من الوثائقِ التي وجدوها في منزلِ الشيخِ أسامةَ بنِ لادنٍ -رحمه اللهُ- وهي رسالةٌ موجهةٌ من الشيخِ عطيةِ للشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ رحمهما اللهُ، وفيها يؤكدُ الشيخُ عطيةُ على الشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ بوجوبِ كتابةِ رسائلَ توجيهيةٍ حازمةٍ للكرومي (ويقصدُ به أبا حمزةَ المهاجرَ) ولأبي عمرَ وناسِهم لخوفِه عليهم من الأخطاءِ السياسيةِ."
واختتم الواهري كلمة بقوله: "تذكرةٌ ونصيحةٌ خاصةٌ للشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ ومن معه، أن عودوا للسمعِ والطاعةِ لأميرِكم، عودوا لما اجتهد فيه مشايخُكم وأمراؤكم، ومن سبقوكم على دربِ الجهادِ والهجرة، تفرغوا للعراقِ الجريحِ، الذي يحتاجُ أضعافَ جهودِكم، تفرغوا له حتى وإن رأيتم أنفسَكم مظلومين أو منتقصًا من حقِكم، لتوقفوا هذه المجزرةَ الداميةَ، وتتفرغوا لأعداءِ الإسلامِ والسنةِ في عراقِ الجهادِ والرباطِ، استجيبوا لتذكرتي من أجلِ حقنِ دماءِ المسلمين ووحدةِ صفِهم وانتصارِهم على عدوِهم، حتى وإن اعتبرتم ذلك ضيمًا وهضمًا وظلمًا.. الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ؛ أن اقتدِ بجدِكَ الحسنِ السبطِ رضي اللهُ عنه، الذي تنازل عن الخلافةِ، وحقن دماءَ المسلمين، فتحققت فيه بِشارةُ جدِه وجدِك سيدِنا رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ".