بالفيديو.. أوغلو لـCNN: ترك الأسد ولّد أزمة أوكرانيا.. وقلب أردوغان يعتصر ألما بسبب كارثة المنجم
لندن، بريطانيا (CNN) -- قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إن رئيس الوزراء، رجب طيب أرودغان، يقف إلى جانب شعبه ويتفهم العواطف الشديدة بسبب كارثة حريق المنجم، مضيفا أن لدى بلاده أدلة على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا بعد اتفاق تدمير ترسانة دمشق، وانتقد أداء المجتمع الدولي حيال الوضع في سوريا، قائلا إنه تسبب في أحداث أوكرانيا.
وقال أوغلو، في مقابلة مع CNN أجراها من مكان وجوده في العاصمة البريطانية لندن لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا، معلقا على كارثة المنجم التي أدت لمقتل قرابة 300 شخص: "إنه بالتأكيد حدث محزن وأحد أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ البلاد، ونحن نقوم بكل الجهود للتحقيق في الحادثة وما إذا كان هناك أخطاء قد ارتبكت قبلها أو خلالها."
ورفض أوغلو الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، قائلا: "ما أراد رئيس الوزراء التشديد عليه هو أننا نواجه تحديا على كل الشعوب مواجهته. بالتأكيد كان لدينا حرص شديد في التعامل مع قضايا أمن وأمان العمال ومعاييرنا في هذه الأمور عالية جدا."
وتابع بالقول: "في الظروف المأساوية التي تجيش فيها العواطف قد تقع بعض المظاهرات، ونحن نحترم حرية التظاهر، وعلينا ألا ننسى بأن حق التظاهر وحكم القانون من الأمور التي لا يجب أن تكون موضع تعارض، فعلى الجميع احترام القانون واحترام حق التظاهر في آن.
وأضاف: "نحن نتفهم ألم شعبنا، ورئيس الوزراء يتفهم ذلك، وقد تحدثت معه قبل سفري إلى بريطانيا وكان الألم يعتصر قلبه، والجميع يعلم أن رئيس الوزراء يقف دائما إلى جانب شعبه ويشعر بألم الناس وإلا لما كان قد حظي بكل هذا الدعم الشعبي خلال الانتخابات المتتالية في السنوات العشر الماضية، وقد وجه رئيس الوزراء كافة الأجهزة والمؤسسات بضرورة بذل أقصى جهودها حيال هذه القضية واتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل المستقبل."
وحول نتائج المؤتمر الجديد الذي يعقده أصدقاء سوريا في لندن قال أوغلو: "نحن نعمل على خطة للتحرك، فالوضع على الأرض لا يمكن أن يستمر كما هو، ولا يمكن السماح لشخص مثل بشار الأسد ارتكب كل هذه الجرائم، بمواصلة قمع وقتل شعبه، ولذلك اتفقنا على تقوية قوات المعارضة المعتدلة والجيش الحر ومنع كافة أشكال الإرهاب على الأرض، بما فيها إرهاب الأسد، والسماح بوصول مساعدات إنسانية، وكان هناك الكثير من المواضيع وقد اتفقنا على إطار للعمل والتعاون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة."
وأكد أوغلو أن المؤتمر سيكون له نتائج ملموسة على الأرض تغير الواقع القائم، وعلق على ما أكدته السلطات الفرنسية عن استخدام السلاح الكيماوي عبر قنابل الكلورين على يد القوات السورية مؤخرا بالقول: "لدينا كل الأدلة التي تشير إلى ذلك، لدينا أدلة يمكن تقديمها عن استخدام ذلك السلاح بعد الاتفاق بين دمشق والمجتمع الدولي على تدمير الترسانة الكيماوية السورية، لقد استخدم النظام عدة أشكال من الأسلحة الكيماوية ضد شعبه بما فيها الكلورين."
وحول إمكانية انتصار الأسد ميدانيا ومدى القلق الدولي حيال ذلك قال أوغلو: "أوغلو: كل هذه السياسات والأساليب التي يطبقها النظام هي جرائم حرب، حصار المدن وتخيير الناس بين الجوع والاستسلام واستخدام السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة كلها جرائم ضد الإنسانية وفق كل المعايير، وإذا تمكن هذا النظام من الاستمرار في السلطة فسيكون عاملا خطيرا بالنسبة للمنطقة برمتها. الأمر الآخر هو وجود الإرهاب، وهنا لا أقصد إرهاب بعض الجماعات فحسب، بل والإرهاب الذي يقوم به بشار الأسد ودعم نظامه للجماعات الإرهابية."
وأضاف الوزير التركي: "الديكتاتور الذي ارتكب كل هذه الجرائم ضد الإنسانية لا يمكن له أن يستمر بالحكم، سيرحل بطريقة أو بأخرى، لقد فقد كل شرعيته، وإذا ما نجا اليوم فلن يكون ذلك بسبب نجاحه في استمالة قلوب مواطنيه بل بسبب عدم قدرة المجتمع الدولي على وقف آلة القتل التي يديرها."
وحول ما إذا كانت أمريكا قد ساعدت على بقاء الأسد في السلطة من خلال امتناعها عن توجيه ضربة عسكرية له بسبب ملف السلاح الكيماوي قال أوغلو: "الأمر لا يقتصر على إدارة الرئيس باراك أوباما، هناك فشل عام للمجتمع الدولي ككل. أمريكا هي القوة الأساسية في العالم، ولكن يقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية المدنيين ومجتمعاته، ولكن قوة الردع التي كان المجتمع الدولي يمتلكها تشهد تراجعا ملحوظا منذ ثلاث سنوات بسبب ما يجري في سوريا."
وعن ارتباط تراجع قوة الردع تلك بالأزمة الأوكرانية وتدخل سوريا في ذلك البلد قال: "أجل، أرى أن الأمرين مرتبطان روحيا واستراتيجيا، هناك علاقة بين فشل المجتمع الدولي في وقف نزيف الدم في سوريا وبين الأحداث الجارية بأوكرانيا."
وحول طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، بالحصول على الأسلحة لمواجهة نظام الأسد الذي قال إنه لا يفهم إلا لغة القوة قال أوغلو: "أوغلو: من الواضح أن النظام تمكن من النجاح بسبب تدفق السلاح المتطور لصالحه من دول معينة، وكذلك تدفق المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام من دول معينة أيضا، وهذه التدفقات هي التي تجعل النظام يتصرف بوحشية وتتيح له ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، وهذا يولد ردة فعل على الأرض لدى غالبية السوريين الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم، نحن أمام دفاع مشروع عن النفس، علينا مساعدة المعارضة المعتدلة بكل الطرق."
وختم بالقول: "إذا كنا لا نرغب برؤية الانتشار المتزايد للإرهاب والأساليب غير الإنسانية التي يستخدمها النظام فعلينا تقوية المعارضة المعتدلة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، أما القول للسوريين بأننا لن نتدخل وأن المجتمع الدولي لن يتحرك بسبب عدم وجود موقف موحد في مجلس الأمن فما هو الخيار الذي نتركه لهم؟ الجلوس وانتظار أن يتعرضوا للقتل.. هذا خيار لا يجب أن يُطرح على أحد في العالم"