أسامة هيكل لـCNN: السيسي يواجه "مؤامرة غير مسبوقة" لتخريب مصر
القاهرة، مصر (CNN)- حذر وزير الإعلام المصري الأسبق، أسامة هيكل، مما أسماها "مؤامرة غير مسبوقة لتخريب مصر"، سوف تواجه الرئيس الجديد، الذي ستسفر عنه أول انتخابات رئاسية بعد "عزل" الرئيس السابق، محمد مرسي، والتي تنطلق صباح الاثنين، وتستمر حتى مساء الثلاثاء.
وأعرب هيكل، الذي تولى وزارة الإعلام أثناء الفترة الانتقالية بعد "تنحي" الرئيس الأسبق، حسني مبارك، في مقابلة مع CNN بالعربية، عن اعتقاده بأن نتيجة الانتخابات "محسومة" لصالح وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي، على منافسه "زعيم التيار الشعبي"، حمدين صباحي.
وبينما وصف الانتخابات الرئاسية بأنها "أهم خطوة في خارطة الطريق"، التي تم إعلانها في بداية المرحلة الانتقالية، بعد "عزل" مرسي، في الثالث من يوليو/ تموز 2013، فقد شدد على قوله: "أعتقد أن النتيجة شبه محسومة لصالح المشير السيسي، لأنه يخوض الانتخابات برغبة شعبية."
وأضاف أن المناخ السياسي يحكمه الدستور الجديد، الذي يتضمن بعض المواد التي لم يعتادها المصريون خلال المرحلة الراهنة، لذلك كان البعض يتساءل عن عدم وجود برنامج انتخابي لوزير الدفاع السابق، وواقع الأمر أنه، بموجب دستور 2014، ليس مطلوباً من أي من المرشحين تقديم برنامج انتخابي.
وأوضح الوزير السابق أن الدستور الجديد يجعل من رئيس الجمهورية شريكاً للحكومة في تنفيذ السياسة العامة للدولة، وبالتالي لا يستطيع إقالتها، إلا بقرار من مجلس النواب، لافتاً إلى أن دستور 2014 سحب 15 اختصاصاً من 35 اختصاصاً لرئيس الجمهورية، وتم توزيعها على رئيس الوزراء ومجلس النواب.
وبالنسبة للمرشح المنافس، حمدين صباحي، فقد ذكر هيكل أن البرنامج الانتخابي التفصيلي، الذي قدمه لن يستطيع تنفيذه في حالة فوزه برئاسة الجمهورية، حيث أن الحكومة الجديدة، والتي قد تصطدم بأمور ما على أرض الواقع، تجعل من الصعب تنفيذ برنامج المرشح الرئاسي.
وعن المخاوف التي تنتاب كثيرين من المصريين من وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات، قال إن "تيار الإخوان"، في إشارة إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، ظل يسعى، منذ عام 1928، إلى الوصول للسطة، حتى وصل إلى السلطة بالفعل عام 2012، إلا أنه لم يستمر في الحكم سوى عام واحد، حتى منتصف 2013.
وأشار إلى أن "تيار الإخوان غضب عليه الجميع، لأنه نجح بفضل التعاطف، وبعد خروجه من السلطة لم يفكر القائمون عليه بمنطق سياسي، وأن يدرس الأخطاء التي وقعوا فيها، وإنما أصروا على يأتوا بجماعات تدعم تيارهم، وانتهاج مبدأ الإرهاب، مما أدى إلى تزايد الغضب الشعبي إزاء ذلك التيار."
وعن مدى إقبال الناخبين في الانتخابات الرئاسية 2014، في ضوء الدعوات المتكررة للناخبين للمشاركة بكثافة، قال هيكل: "المواطنون سوف يقبلون على الانتخابات هذه المرة، لأن فيها خلاص من ذلك الحكم الجائر"، مؤكداً أن "هناك نية صادقة لدى المصريين أن هذا التيار لن يعود للحكم مرة أخرى."
وفيما اعتبر أن "الخطورة ليست في انتخابات الرئاسة، وإنما فيما بعد الانتخابات"، فقد شدد على أن "هناك مجموعة من الملفات الرئيسية التي ينبغي على الرئيس الجديد أن يتعامل معها بشكل مباشر وفوري، أولها ملف مياه النيل وأزمة سد النهضة الإثيوبي، وملف الطاقة، وملف الأمن."
وأشار هيكل إلى أن "التخوف القادم بعد تولي الرئيس الجديد، هو انتخابات مجلس النواب"، لافتاً إلى أن "تيار الإخوان"، الذي وصفه بأنه "محترف انتخابات"، قد يستغل هذه الانتخابات في العودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، من خلال ما يُعرف بـ"تيار الإسلام السياسي"، أمام "الضعف الشديد" للأحزاب.
كما شدد على أن كيفية تعامل الرئيس الجديد والحكومة القادمة مع المظاهرات والاحتجاجات الفئوية "المخالفة للقانون"، التي قد تشهدها الفترة القادمة، ستكون أحد المعايير الأساسية التي يمكن على أساسها تحديد ملامح المرحلة المقبلة، مشيراَ إلى أن "الإخوان أعلنوا صراحةً أنهم سيعملون على إثارة الفتن العمالية، سعياَ للضغط على النظام."
كما تطرق وزير الإعلام الأسبق إلى الأداء الإعلامي في متابعة الانتخابات الرئاسية، واصفاً إياه بأنه "ضعيف للغاية"، داعياً إلى الإسراع في وضع "ميثاق الشرف الإعلامي"، وقال إنه "من الخطأ منح التراخيص لإنشاء عشرات القنوات الفضائية، دون وجود ضوابط تنظم عمل هذه الفضائيات."