مراقبون لـCNN بالعربية: فيديو تزوير الانتخابات للسيسي "مفبرك" لهذه الأسباب
القاهرة، مصر (CNN)- أثار مقطع فيديو يظهر قيام أحد الأشخاص بـ"تسويد" أوراق تشبه بطاقات التصويت بالانتخابات الرئاسية المصرية، لصالح المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، جدلاً في الشارع المصري، خاصةً بعدما أكدت مصادر رسمية ومراقبون أن هذا الفيديو "مفبرك."
وبينما سارعت للجنة العليا للانتخابات الرئاسية إلى تفنيد ما جاء المقطع المصور، الذي تناقلته العديد من وسائل الإعلام، فقد أكد مراقبون لـCNN بالعربية أن الفيديو "مفبرك"، كما اتهموا جماعة "الإخوان المسلمين"، التي أعلنتها الحكومة "تنظيماً إرهابياً"، بالوقوف وراءه.
وقال الأمين العام للجنة الانتخابات، المستشار عبدالعزيز سليمان، في تصريحات أوردها تلفزيون "النيل" الرسمي، إن "اللجنة قامت بفحص تلك اللقطات، وتبين أن بطاقة الاقتراع المستخدمة في هذه اللقطات، ليست هي بطاقات الرأي المعتمدة من قبل لجنة الانتخابات الرئاسية عبدالعزيز سالمان."
ولفت سالمان إلى أن "حجم الورقة يختلف تماماً عن الحجم المعتمد"، فضلاً عن "عدم وجود العلامة المميزة بكل ورقة"، كما أنه "عند فصل الورقة من الدفتر تنقسم إلى نصفين، نصف في الورقة، ونصف يبقى في الدفتر"، كما أوضح أن القلم المستخدم في المقطع "قلم رصاص."
من جانبه، قال مركز "ابن خلدون" إن غرفة عملياته لمراقبة الانتحابات الرئاسية رصدت فيديو منتشر علي شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فرد يقوم بتسويد البطاقات الانتخابية لصالح المرشح عبدالفتاح السيسي، وبعرض الفيديو على خبير فني، أثبت أنه "مفبرك."
وتضمن بيان للمركز، في بيان تلقته CNN بالعربية، ستة أسباب للقول بأن هذا الفيديو "مفبرك"، أولها أن المصور يقف بمواجهة الشخص الذي يقوم بـ"التزوير"، وبالتالي يسهل اكتشافه بسهولة، كما أن البطاقات المستخدمة في المقطع المصور، ليست هي البطاقات المعتمدة من لجنة الانتخابات.
ومن بين الأسباب أن أحد الأشخاص، يرتدي زياً عسكرياً، يقوم بنقل ثلاث بطاقات في كل مرة، بينما أنه "في حالة التزوير، من المنطقي أن يتم وضع الصندوق بجانب المزور"، ولفت إلى أن "الهدف من ظهور كتف مجند، هو نشر إشاعات حول تورط المؤسسة العسكرية في تزوير الانتخابات."
أما السبب الرابع، بحسب البيان، فيتعلق بكوب الشاي، الذي يظهر أنه تم وضعه على المكتب من الجهة المقابلة للشخص القائم بالتزوير، بالإضافة إلى عدم وجود أي أثر للعلامة المائية في بطاقات التصويت، والتي كان من المفترض أن يظهر انعكاسها نتيجة الإضاءة في زاوية التصوير.
وأشار بيان مركز ابن خلدون إلى أن السبب السادس الذي يشير إلى أن الفيديو "مفبرك"، يتمثل في "هدوء أعصاب القائم بالتزوير"، والذي وصفه بأنه "غير منطقي، حيث أنه يقوم بعملية تسويد البطاقات ببطء شديد وبهدوء.. فمن يقوم بجريمة يكون في حالة ارتباك."
وتعليقاً على ما ورد في الفيديو، قالت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز "ابن خلدون"، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن "أغلب الظن أن هذا المقطع المصور قامت جماعة الإخوان بفبركته، في إطار حملة ترويج الأكاذيب، التي يروجونها منذ بداية الانتخابات."
كما اعتبرت زيادة أن "الإخوان لا يجيدون إلا لعبتين.. العنف والترويع من ناحية، ونشر الأكاذيب من ناحية داليا زيادة"، ولكنها استطردت بقولها إن "المصريين أصبحوا أكثر ذكاءً وفطنة."
ورداً على سؤال حول الأسباب التي دفعتها إلى اتهام جماعة الإخوان بالوقوف وراء "فبركة" الفيديو، قالت: "لقد تلقينا تحذيرات قبل أيام من الانتخابات، ومن عدة جهات رسمية وغير رسمية وحقوقية، بأن الإخوان يعتزمون نشر مجموعة فيديوهات مزورة، لتخريب الانتخابات."
كما أشارت إلى أن هناك سبب آخر يتمثل في قيام أجهزة الأمن المصرية بالقبض على مجموعات من "عناصر الإخوان"، في عدة محافظات، وبحوزتهم أوراق تشبه بطاقات التصويت، وملابس عسكرية، وتمت مصادرة بحوزتهم، ومن المرجح أن بعض هذه العناصر تمكن من الإفلات وتصوير هذا الفيديو.