هالة غوراني تكتب: لماذا يجب علينا أن نقلق تجاه الحكم بحق صحفيي الجزيرة؟

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images

كاتبة المقال: هالة غوراني، مراسلة ومذيعة في شبكة CNN

محتوى إعلاني

 

محتوى إعلاني

ما حصل اليوم في القاهرة يبعث برسالة ترهيب لأي صحفي يغطي ما يحدث في مصر، فإن كنت صحفياً وتحدثت لأي مجموعة تريد الحكومة إسكات رسالتها، فإنها قد ترفع عليك القضايا، وسيتم سجنك لذلك.

وبعبارات أخرى، يمكن أن تسجن لقيامك بعملك.

كما أن الأحكام المطولة لصحفيي الجزيرة، بيتر غريستي ومحمد فهمي وباهر محمد، وإدانتهم بمساعدة الإرهابيين ونشر معلومات خاطئة، قد تسببت بصدمة وغضب لدى الكثيرين حول العالم.

وداخل قاعة المحكمة ترك أقارب المدانين لآثار الصدمة، إذ أخبرني شقيق بيتر غريست، مايك، عن شعوره قائلاً: "سأكون صادقاً لو وصفت شعوري بعد التصديق لما كان يحدث، كنت أشعر بالاستنكار لما يحصل"، مضيفاً: " لا يمكنني استيعاب القرار الذي اتخذته المحكمة اليوم."

ويقول مايك غريست إن الصحفيين الثلاثة أخرجوا من قفص الاتهام بعد فترة قصيرة من تلاوة الحكم الصادر.

ومن دون أي وسيلة تمكنه من التكلم مع شقيقه، يقول مايك إنه وضع يده على قلبه ورفع بقبضته الأخرى إلى الأعلى لإعطاء بيتر بعض التشجيع.

الاستنكار تجاه الحكم كان سريعاً، إذ غردت، هبة مورايف، الباحثة في منظمة " هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان، في تويتر بقولها إنه وحتى الرئيس "المخلوع"، حسني مبارك، ما كان ليسجن صحفيين بارزين بهذا الشكل.

ويبدو للآن أن الضغط السياسي أو الغضب من الحكم، لن يغير من موقف السلطات المصرية، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين العام الماضي، وأنها أوضحت موقفها بعدم تحملها لأي أصوات معارضة.

وهنالك أيضاً حقيقة عمل الصحفيين الثلاثة لحساب شبكة الجزيرة، الممولة من قبل الحكومة القطرية، والتي ينظر إليها بكونها داعمة لجماعة الإخوان المسلمين، البعض يقول إن الصحفيين يستعملون كأدوات للصراع ما بين الحكام الجدد لمصر وقطر.

الشبكة أصدرت بياناً بعد وقت قصير من إصدار الحكم على صحفييها، واصفةً إياه بأنه "ينافي المنطق، ويجافي أي شكل من أشكال العدالة."

وقد استخدم الادعاء المصري في قضيته ضد الصحفيين الثلاثة قصة تم تصويرها في وقت لم يكن فيه أي من المتهمين داخل البلاد، وفي يوم آخر عرض تصوير لحصان يهرول، وفي يوم آخر عرضت موسيقى للمغني الأسترالي "غوتيي" بكونها دليلاً.

كان هذا كله ليتحول إلى ما يمكن أن يثير الضحك لولا إصدار القاضي للحكم اليوم، وهي أحكام عنت بأن الصحفيين الثلاثة اقتيدوا مجدداً ويصبحوا سجناء في مصر الجديدة.

وفيما يمكن أن يحمل هذا المستقبل من معنى، أخبرني مايك غريست بأن شقيقه سيستأنف الحكم، مضيفاً بقوله: "يجب علينا أن نواصل الدعم لبيتر، وأن نواصل القتال لبراءته."

أما بالنسبة إلينا نحن الصحفيين، فيمكننا أن نتساءل فيما لو يتوجب علينا أن نقوم بعملنا، وبعبارات أخرى أن نتكلم مع كافة الجهات عند إعداد التقارير من مصر، من أن نتعرض لمحاكمة، وأن نسجن بسبب جريمة لم نرتكبها؟

نشر
محتوى إعلاني