أبومحمد المقدسي يهاجم بعنف "خلافة" البغدادي: يسفك الدماء ويهدد مسلمين بفلق هاماتهم بالرصاص
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شن أبومحمد المقدسي، أحد أبرز المراجع الروحية للجماعات الجهادية في العالم، هجوما قاسيا على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، محذرا من "سفك الدم الحرام" بعد إعلان التنظيم قيام "الخلافة" بالمناطق الخاضعة لسيطرته، وتساءل عن مصير السلاح الثقيل المرسل لسوريا، وحذر التنظيم من أنه لن يصمت بعد خروجه من السجن.
وقال المقدسي، في أول موقف له على هذا المستوى بعد الإفراج عنه من السجن في الأردن مؤخرا، إنه كان يتلقى اتصالات من الأطراف المختلفة التي كانت تحاول شرح وجهات نظرها، وانتقد تعرضه لحملات وصلت إلى حد السباب والشتائم ممن وصفهم بـ"الشوارعيين بدلا من الشرعيين" مثل استخدام تعابير "اللقطاء وأبناء العواهر."
وتابع المقدسي، واسمه الحقيقي عاصم البرقاوي قائلا: "سئلت عن انتصارات تنظيم الدولة في العراق فقلت: لا يوجد مؤمن لا يفرح بانتصارات مسلمين مهما كان حالهم ووصفهم على روافض ومرتدين؛ وإنما الخوف على مآلات هذه الانتصارات وكيف سيعامل أهل السنة والجماعات الأخرى الدعوية أو المجاهدة وعموم المسلمين في المناطق المحررة؟ وضد من ستستخدم الأسلحة الثقيلة التي غنمت من العراق وأرسلت إلى سوريا؟ هذا هو سؤالي وهمي؟ ونتخوف من الإجابات عليه على أرض الواقع لأننا لا نثق بالعقليات التي تمسك بذلك السلاح لأسباب كثيرة."
وعن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قيام دولة الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها قال المقدسي: "لا يضيرني المسمى وإعلانه ولن اضيع وقتي في تفنيد ما سوده فلان في كتابه؛ فكلنا يتمنى رجوع الخلافة وكسر الحدود ورفع رايات التوحيد وتنكيس رايات التنديد ولا يكره ذلك إلا منافق؛ والعبرة بمطابقة الأسماء للحقائق ووجودها وتطبيقها حقا وفعلا على أرض الواقع؛ ومن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه."
وأضاف: "الذي يهمني جدا هو ماذا سيرتب القوم على هذا الإعلان والمسمى الذي طوروه من تنظيم إلى دولة عراق ثم إلى دولة عراق وشام ثم إلى خلافة عامة؛ هل ستكون هذه الخلافة ملاذا لكل مستضعف وملجأ لكل مسلم؛ أم سيتخذ هذا المسمى سيفا مسلطا على مخالفيهم من المسلمين؛ ولتشطب به جميع الإمارات التي سبقت دولتهم المعلنة، ولتبطل به كل الجماعات التي تجاهد في سبيل الله في شتى الميادين قبلهم."
وتابع المقدسي بالقول إن "الإخوة في القوقاز" سبق لهم إعلان إمارتهم الإسلامية، وكذلك حركة طالبان، "ولم يرتبوا على ذلك شيئا يلزم عموم المسلمين في نواحي الأرض ولا سفكوا لأجل هذا المسمى أو به دما حراما" وتساءل: "ما هو مصير سائر الجماعات المسلمة المقاتلة المبايع لها من أفرادها في العراق والشام وفي كافة بقاع الأرض وما هو مصير دمائهم عند من تسمى بمسمى الخلافة اليوم ولم يكف بعد عن توعد مخالفيه من المسلمين بفلق هاماتهم بالرصاص ؟"
وختم المقدسي، الذي يعتبر أحد أبرز المراجع النظرية للتنظيمات الجهادية في العالم بالقول: "نقول محذرين للوالغين في دماء المسلمين كائنا من كانوا: لا تظنوا أنكم بأصواتكم العالية ستسكتون صوت الحق؛ أو أنكم بتهديدكم وزعيقكم وقلة أدبكم وعدوانكم ستخرسون شهاداتنا بالحق لا وألف لا .. فإما أن تصلحوا وتسددوا وتتوبوا وتؤوبوا وتكفوا عن دماء المسلمين وعن تشويه هذا الدين أو لنجردن لكم ألسنة كالسيوف السقال تضرب ببراهينها أكباد المطي ويسير بمقالها الركبان.. وأنتم وغيركم يعلم أننا لم نصمت في الأسر والقضبان؛ فلن نصمت بعد فكاك سطوة السجان."