لبنان: توقيف والد طفل صُوّر يعذّب ولدا سوريا.. وجدل مذهبي حول الفيديو
بيروت، لبنان (CNN) -- أعلنت السلطات اللبنانية أن أجهزة الأمن تمكنت الأحد من اكتشاف هوية عائلة لبنانية صورت ونشرت تسجيل فيديو لطفلها وهو يقوم بضرب طفل سوري بالعصا وتهديده، وذلك في وقت تحولت فيه القضية إلى مسألة "رأي عام" في لبنان، على ضوء تفاخر البعض بالتسجيل ومناقشة البعض الآخر للأبعاد "المذهبية" الذي يحمله.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان: "تناقلت المواقع الإلكترونية صباح السبت مقطع فيديو يتضمن طفلا يعنف طفلا آخر بحضور وتشجيع من أهل الطفل الأول.. وبنتيجة الاستقصاءات والتعقبات الفنية وتقاطعها مع المعلومات التي توافرت من ناشطين إلى مواقع التواصل الاجتماعي العائدة لقوى الأمن الداخلي، تمكن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وبمؤازرة قوة من مفرزة الضاحية الجنوبية في وحدة الشرطة القضائية، من تحديد المكان الذي حصل فيه الاعتداء على الطفل: ـ خالد ن. (مواليد 2005) سوري الجنسية وهوية ذوي الطفل عباس ع. (مواليد2012) لبناني، حيث دهمتهم في محلة الرمل العالي."
وأضاف البيان أن قوى الأمن "أوقفت والد الطفل عباس، وأوقفت المدعو: - ح. ط. الذي يشتبه بقيامه بتصوير ابن عمه عباس أثناء اعتداء الأخير على الطفل خالد، وسلمته إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية" لمباشرة التحقيق.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت الفيديو منذ صباح السبت، وخصصت قناة "LBC" الواسعة الانتشار مقدمة نشرة أخبارها للحديث عن القضية قائلة: "المنفذ بريء والضحية بريء، أما المجرم فهو الأهل أو الذي هو في سن الرشد الذي يحرض المنفذ على الضحية. طفل ينهال على طفل بالعصا، بتشجيع من أهله، أو من يفترض أنهم أهل. لا ينفع بكاء الضحية وتوسلاته ليتوقف الطفل عن ضربه أو ليستثير عطف الأهل لإيقاف ولدهم."
وأضافت القناة: "ماذا تسمى هذه الثقافة؟ هل هي ثقافة التخلف؟ هل هي ثقافة الجهل؟ هل هي ثقافة العنف المتأصلة في نفوس الكبار الذين يحاولون ان يزرعوها في نفوس الصغار؟ وإذا كان الأمر كذلك فأي جيل سينشأ على أيدي هؤلاء الوحوش؟"
أما صحيفة "النهار" اللبنانية، فقالت إنه حادث الفيديو قد "أثار جانبا من ظواهر العنف المجتمعي الذي يضرب لبنان في ظل أزماته الامنية والسياسية والاجتماعية ومن بينها خصوصا مأساة نزوح السوريين التي تثقل على لبنان وعلى اللاجئين في آن معا."
أما مواقع التواصل الاجتماعي فقد حفلت بالتعليقات حول القضية، وخاصة على خلفية الانتماء المذهبي المحتمل للعائلة اللبنانية التي تقطن في منطقة شيعية تخضع لنفوذ حزب الله اللبناني، الذي يقاتل منذ أشهر في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة التي يغلب عليها الطابع السني.