عميد إسرائيلي متقاعد لـCNN: مازلنا نؤمن الماء والكهرباء لغزة ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام حماس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال العميد المتقاعد بالجيش الإسرائيلي والباحث المتخصص بالقضايا الأمنية والاستراتيجية، مايكل هيرتسوغ، إن إسرائيل مازالت - حتى في خضم المعارك – تؤمن الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية لقطاع غزة، مضيفا أن العملية العسكرية ضد حركة حماس جاءت بسبب رغبة إسرائيل بتوفير حل يضمن الأمن والسلام لسكانها، على حد قوله.
وفي مقابلة مع CNN قال هيرتسوغ الزميل في معهد واشنطن للأبحاث والذي سبق له أن شغل مناصب عليا في مكتب وزير الدفاع بعهد الوزراء، أيهود باراك وعمير بيريتس وشاؤول موفاز وبنيامين بن إليعازر، إن الجيش الإسرائيلي لا يرغب بسقوط خسائر في صفوف المدنيين بالقطاع.
وتابع هيرتسوغ بالقول: "الجيش الإسرائيلي يحتاط لهذه الأمور عبر الآلاف من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية والمنشورات التي تلقيها الطائرات ودخول قنوات البث الإذاعي (الفلسطينية) ولكن وزارة الداخلية لديهم (حماس) تطالب السكان بعدم مغادرة منازلهم، وللأسف يؤدي ذلك إلى وقوع المدنيين بين الطرفين."
ونفى هيرتسوغ علمه بعدد الفلسطينيين المدنيين الذين قتلوا منذ بدء العملية، ودعا بالمقابل إلى تذكر وجود ما وصفها بـ"تحديات صعبة" تعترض إسرائيل، إذ أطلقت حركة حماس أكثر من 2600 صاروخ على أراضيها.
ودافع هيرتسوغ عن أداء الجيش الإسرائيلي بالقول: "ليس بنيتنا إلحاق الأذى بالمدنيين فنحن لا نستهدفهم، بخلاف حماس التي تستهدف المدنيين عن عمد، ولكن أظن أن البديل عن الجلوس جانبا والتفرج على حماس وهي تهاجم إسرائيل وتحفر الأنفاق نحو أراضيها، فقد حفروا أكثر من 30 نفقا، وهاجمت مجموعة منهم بلدة إسرائيلية عبر أحد تلك الأنفاق، كما قتلوا خمسة جنود في هجوم آخر، لذلك أتصور أن الجلوس دون حراك وتقديم الحصانة للذين يختبئون خلف المدنيين ليس خيارا مطروحا لأنه لن يضمن السلام والأمن لإسرائيل ولا أظن أن أي دولة لديها منطق سليم ستقبل بذلك."
وحول مطالب الجانب الفلسطيني بضرورة رفع الحصار عن غزة قال هيرتسوغ: "علينا أن نتذكر سبب إغلاق المعابر في غزة، وهو أمر بدأ مع سيطرة حركة حماس على غزة وقيامها بإطلاق الصواريخ على القطاع، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم مازالت إسرائيل تؤمن أكثر من ثلثي الطاقة الكهربائية التي تحتاجها غزة كما تؤمن لها إمدادات المياه وكل حاجياتها الأساسية الغذائية والطبية أما سبب إغلاق المعابر من الجهة المصرية فيعود للمصريين."
وختم بالقول: "ما أقوله هو أن أمام حركة حماس خيارات بديلة، فعوضا عن استغلال مواردها والمساعدات التي تصلها في بناء الصواريخ والأنفاق كان على الحركة تحسين ظروف الحياة بالقطاع، كل نفق اكتشفناه كان يحتوي على كميات كبيرة من الأسمنت والحديد، وهذه كلها مواد جاءت من إسرائيل من أجل مشاريع بناء مدنية في غزة ولكنها استغلت بهذا الشكل، ولذلك علينا تذكر السياق الذي قامت عبره حماس بدفع قطاع غزة إلى هذا الوضع."