يوسف منير لـCNN: غزة "سجن كبير دون سقف" وإسرائيل لن تقلب المعادلة بالحل العسكري

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: cnn

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- رفض يوسف منير، مدير صندوق القدس المعني بتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، التبريرات الإسرائيلية لما يرافق العملية العسكرية الجارية حاليا في قطاع غزة لجهة سقوط عدد كبير من المدنيين، مضيفا أن القطاع عبارة عن "سجن بدون سقف" وأن دعوة السكان فيه إلى مغادرة أماكنهم تشبه الطلب من السجين التحرك بزنزانته.

محتوى إعلاني

وقال منير، في مقابلة مع CNN حول الأوضاع السائدة حاليا في قطاع غزة، ردا على سؤال حول ما تعلنه إسرائيل عن منع حماس مغادرة المدنيين لأماكن سكنهم قبل القصف: "قطاع غزة صغير للغاية وهو مكتظ بالسكان، والسبب يعود إلى أن غالبية السكان هناك هم من اللاجئين الذين تشردوا من مناطق مختلفة داخل إسرائيل بعد تدمير منازلهم ولذلك نحن أمام أزمة تعلق بحقوق الإنسان تضاف إلى الأزمة المعيشية والإنسانية القائمة حاليا والمستمرة منذ عقود."

محتوى إعلاني

وأضاف منير إن الفلسطينيين يترددون في المغادرة بسبب "الشعور بالقلق من احتمال خسارة منازلهم مرة ثانية والعودة إلى التشرد من جديد" مضيفا أن هذا الأمر هو "الإطار التاريخي الواسع الذي تجري فيه الأحداث."

ولفت منير إلى أن امتثال الفلسطينيين للرسائل التي كانت تصلهم من الجيش الإسرائيلي بالمغادرة في السابق "لم يمنع الجيش الإسرائيلي من قصف المناطق التي كان من المفترض أن تعتبر آمنة كما حصل بعملية الرصاص المسكوب التي شهت قصف مدرسة مكتظة باللاجئين وقتلت عددا كبيرا منهم،" وفق تأكيده.

وتابع منير بالقول إنه "ما من مكان آمن في قطاع غزة،" وأضاف: "ليس هناك من ملجأ للناس فالأماكن كلها تتعرض للقصف ولا يسمح الإسرائيليون لأحد بالمغادرة سوى لحملة جوازات السفر الأجنبية، لذلك فالناس في الواقع عالقون بمكان هو أشبه بالسجن، ولكن ليس له سقف، وما الطلب منهم بالرحيل عن منطقة ما إلا كدعوة السجين إلى التحرك من زاوية إلى أخرى في زنزانته ولا يفيد هذا بحماية الفلسطينيين."

وردا على سؤال حول قول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل تستخدم صواريخها لتحمي مدنيها بينما تستخدم حماس المدنيين لحماية صواريخها قال منير: "هذا الوصف قاصر عن إدراك النقطة الأساسية هنا وهي أن هناك دولة لديها جيش قوي وضخم يهاجم كيانا ليس له شكل الدولة يعمل ضمن مناطق سكنية مأهولة بكثافة عالية لأن تلك المنطقة ليس لديها جيش مدعوم من الحكومة."

واستطرد بالقول: "لا يمكن لأحد حرمان شعب من حق إقامة دولته لسنوات ومن ثم التساؤل عن سبب اتخاذه قرار المقاومة بهذه الطريقة. وأظن أن النقاط التي يشدد الإسرائيليون عليها قد تكون مغرية بالنسبة للإعلام، ولكن هناك حقيقة أخرى وهي أن إسرائيل تستخدم سلاحها لتمديد فترة احتلالها وحصارها لغزة بينما يستخدم الفلسطينيون سلاحهم لمقاومة ذلك."

وعن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار قال منير إن ذلك قد لا يحصل دون تدخل دولي مضيفا: "الأمر بحاجة لتدخل دولي وخاصة من أمريكا القادرة على ممارسة بعض النفوذ على إسرائيل. أمريكا عرضت تسهيل التفاوض على وقف إطلاق النار ولكن هذا الأمر لا يكفي من المهم أن تطالب بوقف إطلاق النار ففي نهاية المطاف سبق أن دخل الإسرائيليون (بمعارك) مستخدمين كل أشكال القوة، ولم يتمكنوا من تبديل الوقائع على الأرض، عليهم أن يعرفوا أنه ليس هناك من حل عسكري لما يجري بل إن المشاركة في حرب تؤدي إلى مقتل مدنيين ليس قرارا خاطئا فحسب بل هو جريمة.

نشر
محتوى إعلاني