زلماي خليل زاد لـCNN: لجوء المالكي للقوة "خطأ كارثي" وعلى أمريكا تسليح الأكراد والمعتدلين السنّة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال السفير الأمريكي الأسبق بالعراق، زلماي خليل زاد، إن لجوء رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، إلى الخيار العسكري للإمساك بالسلطة مجددا في البلاد سيكون خطأ فادحا وإساءة كبيرة للحساب، مضيفا أن المسؤولين العراقيين على ثقة من قدرتهم على الدفاع عن بغداد بوجه داعش، داعيا الحكومة الجديدة لاسترضاء السنة والأكراد.
وقال خليل زاد، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول الموقف الأمريكي العسكري حيال العراق حتى الساعة: "أعتقد أن ما قام به الرئيس أوباما حتى الآن مهم للغاية، فقد دعم الأكراد بما حال دون سقوط عاصمتهم أربيل على يد مجموعات داعش الإرهابية، وقد أنقذ أيضا حياة الكثيرين بالدعم الأمريكي، وهذا تطور مقارنة بما كان أوباما بصدد القيام به."
وأضاف: "واليوم أظن أننا بحاجة لتطور جديد عبر قرار بدعم القوات في كردستان من أجل حماية نفسها وتخفيف العبء عن القوات الأمريكية، وكذلك تطوير الجهد الدولي عبر إدخال المزيد من الدول بهذه العملية والعمل مع المعتدلين من السنة - وهناك الكثير من الشخصيات السنية التي تعارض داعش ويجب تسليحهم أيضا - وتشكيل حكومة تراعي مطالبهم."
وعن الموقف السياسي العراقي الذي يتخبط في نزاعات داخلية بالتزامن مع تصاعد الأوضاع الأمنية قال: "أنا مصدوم ولكنني غير متفاجئ لأنني كنت في العراق بين عامي 2005 و2007 وكان هناك الكثير من العنف، وكنت أدفع باتجاه القيام بإجراءات ولكني ذلك لم يكن يحصل في الوقت المناسب. أظن أن تقدير عامل الوقت في العراق لا يحصل بالطريقة نفسها كما في سائر دول العالم."
وعن قدرة الحكومة العراقية على الدفاع عن بغداد قال السفير الأمريكي الأسبق: "أظن أن لديهم بعض الثقة في الدفاع عن بغداد بسبب عدد الجنود فيها إلى جانب أعداد المتطوعين الشيعة، ولا أعرف ما إذا كانوا على استعداد عملي للدفاع عن المدينة ولكنني تحدثت مع مسؤولين في العراق أعربوا لي عن ثقتهم بالقدرة على حماية المدينة، ولا أعرف مدى صحة ذلك لكنهم يؤمنون به."
وحول قدرة رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي، على تشكيل حكومة جامعة قال خليل زاد: "موقف المالكي تعرض لضربات سياسية كبيرة خلال اليومين الماضيين مع قيام أشخاص من داخل كتلته بالانشقاق عنه وهو لا يمتلك الآن إلا أقل من 50 صوتا في البرلمان."
وأضاف: "الخيارات المطروحة أمامه هي المفاوضة على أمر ما لمصلحته في المستقبل أو أن يلجأ إلى القوة العسكرية، وأظن أن الخيار الثاني سيكون كارثيا وخطأ كبيرا في الحسابات. وأظن أن القوى الأخرى في العراق تتطلع إلى العبادي للقيادة بعد فترة حكم المالكي ولكن ستقع على عاتقه مسؤولية كبيرة إذ عليه إرضاء السنة والأكراد ومعالجة الوضع الأمني في البلاد."