شهادات فارين من "جحيم سنجار": جيراننا العرب يشاركون "داعش" بذبح الأيزيديين

نشر
3 دقائق قراءة

فيش خابور، العراق (CNN)- في مشهد لا يختلف كثيراً عن مشاهد ما يُسمى بـ"الخروج الكبير لليهود من مصر"، والتي تناولتها بعض الأفلام السينمائية، يتدفق الآلاف عبر أحد الجسور المقامة على نهر في شمال العراق، إلى الضفة الأخرى من النهر، هرباً من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام."

محتوى إعلاني

هؤلاء الفارين من "جحيم الموت" على أيدي التنظيم "المتشدد"، المعروف باسم "داعش"، يواصلون رحلة هروبهم الطويلة عبر جبال "سنجار"، الواقعة ضمن إقليم "كردستان"، لا يملكون سوى بعض الملابس على ظهورهم، كما أن بعضهم يشق طريقه وسط تلك المنطقة الوعرة حافي القدمين.

محتوى إعلاني

جمال جامير، طالب جامعي يبلغ من العمر 23 عاماً، أكد لـCNN أن أفراد عائلته هربوا إلى المنطقة الجبلية قبل أكثر من أسبوع، بعد أن سيطر مسلحو داعش على بلدتهم، حيث تقوم الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية"، بعمليات "إبادة جماعية" لأقليات أخرى، بما فيهم الأيزيديون.

وكشف جامير عن وجه آخر للمأساة التي يعيشها أبناء الأقليات الأخرى في المنطقة، حيث قال إنه بمجرد دخول مسلحي داعش إلى البلدة، انضم إليهم العديد من السكان العرب، بل وقدموا لهم المساعدة في قتل جيرانهم من الأيزيديين، وكرر مشدداً: "لقد انضموا إليهم، هم في الواقع يقومون بقتلنا."

ورداً على سؤال لـCNN عما إذا كان هؤلاء هم "أناس تعرفونهم؟"، أجاب بقوله: "نعم.. إنهم جيراننا."

عائلة جامير هي واحدة من عشرات الآلاف الذين لجأوا إلى الجبال، ويعيشون وسط ظروف مأساوية بالغة الصعوبة، ينتظرون المساعدات من طعام ومياه، التي تقوم بعض الطائرات بإلقائها إليهم من وقت لآخر، والتي لا تكفي بأي حال لسد رمقهم.

وخلال رحلة فرارها من "جحيم سنجار"، والتي استغرقت نحو 15 ساعة، قطعت أسرة جامير مسافة كبيرة سيراً على الأقدام، نحو الحدود السورية، وهناك شاهدوا العديد من العائلات تعبر جسر "فيش خابور"، في طريق العودة للمنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق.

وأشار جامير إلى أن اثنين من إخوته لم يتمكنا من مواصلة الرحلة، وقال: "ماذا كان علينا أن نفعل؟.. لا توجد كميات كافية من المياه والأجواء بالغة الصعوبة.. لقد ماتا."

واختتم الشاب الأيزيدي تصريحاته للشبكة بقوله: "نحن أناس فقراء.. لا نريد أن تكون لدينا مشاكل مع أي شخص.. كل ما نحتاجه هو شخص ما ليساعدنا."

ويُعد الأيزيديون، وهم يندرجون من عرقية الأكراد، ويعتنقون ديانة قريبة من الفارسية القديمة خلال فترة ما قبل الإسلام، من أصغر الأقليات التي تعيش في العراق.

نشر
محتوى إعلاني