باحث أمريكي لـCNN: لا يمكن فهم تمدد داعش دون فهم الصراع بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال محلل سياسي متخصص في شؤون العنف إنه لا يمكن فهم التمدد الواسع لتنظيم داعش في المنطقة دون فهم الصراع القائم بين السنة والشيعة، مضيفا أن هناك ضرورة لمعالجة مطالب السنة في العراق، في حين دافعت ناطقة باسم الخارجية الأمريكية عن سياسات بلادها، مؤكدة أن واشنطن تعتزم ضرب كل من يهدد أمنها.
وقال بيتر نيومن، مدير المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي، في مقابلة مع CNN، إنه لا يمكن فهم نجاح داعش في مد سيطرته وتوسيع نفوذه دون الانتباه إلى المعطى الأساسي المتمثل في "النمو الحاد والدموي للمواجهة بين السنة والشيعة بالمنطقة."
وتابع نيومن بالقول: "لقد شعر السنة بالتهمييش طوال الفترة الماضية على يد الحكومة العراقية، التي يرون أنها تقف موقفا طائفيا علنيا إلى جانب الشيعة، وقد استغل تنظيم داعش حالة الغضب لدى السنة من أجل تعزيز قوته."
وأضاف: "لا بد من وجود حل سياسي في العراق، إلى جانب الحل العسكري، يسمح للسنة من جديد بالشعور بالارتياح لوجودهم داخل الدولة العراقية وبأنهم ليسوا مضطرين لمقاتلة الشيعة ودعم داعش."
من جانبها، قالت ماريا هارف، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول ما إذا كانت أمريكا قد أخطأت سابقا بترددها في مهاجمة داعش قبل ذلك: "نحن نراقب هذا التنظيم منذ فترة ونجري التقييمات لقوته ونعمل مع الشركاء على الأرض، وخاصة في سوريا، مع المعارضة المعتدلة، من أجل تقوية قدراتها على مواجهة داعش، ونحن نوجه ضربات جوية للتنظيم في العراق وننظر إلى الخيارات الأخرى المتوفرة للحد من خطر التنظيم وقدراته."
وتابعت بالقول: "لا أحب الجزم بالأسئلة الافتراضية حول ما إذا كانت الأمور ستتغير بحال قمنا بشيء عوض شيء آخر، نحن نركز بشدة على داعش ونعمل عن كثب مع الشركاء على الأرض في سوريا من أجل مساعدتهم لمواجهة داعش، وكذلك مواجهة جبهة النصرة ونظام بشار الأسد، وهذا الأمر يحمل تحديات صعبة، وما رأيناه في العراق هو أنه بمجرد تمدد التنظيم وتوسع قدراته في العراق قام العراقيون بسد الفراغ لمواجهته، ونحن ساعدناهم."
وعن المدى الزمني الذي قد تستغرقه العملية قالت هارف: "أريد أن أقول بوضوح أن من يحاول مهاجمة أمريكا فإن أمريكا ستهاجمه. لا يمكن لأحد الافلات من عقوبة مهاجمة الأمريكيين، وبالتالي فإن مقاتلة التنظيمات الإرهابية هو تحد طويل الأمد، ولكن ليس من الضروري أن يكون لهذا التحدي على الدوام طابع عسكري."
وختمت هارف بالقول: "نحن نحتفظ لأنفسنا بقدرة توجيه الضربات وفق ما نحدده نحن زمانا ومكانا، ولكن علينا أيضا مهمة تدريب القوى المحلية، القوى العراقية والكردية لضمان وجود تنسيق مشترك كما فعلنا في اليمن عندما ساعدنا على تطوير القدرات المحلية لقتال المتشددين."