محلل لـCNN: الدولة الإسلامية "باقية" والجيش الحر يصعب الاعتماد عليه والتعاون مع الأسد "الشيعي" خطأ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد محلل متخصص بشؤون الأمن القومي الأمريكي لـCNN أن المعلومات الواردة من داخل المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" يعزز قبضته ويتجه إلى تأسيس دولة تستمر طويلا، واعتبر أن الجيش الحر لا يمكن التعويل عليه مثل الأكراد لقتال التنظيم، وحذر من التعاون مع النظام السوري لأسباب طائفية.
وقال بوب باير، محلل شؤون الأمن القومي الأمريكي لدى CNN، في مقابلة مع الشبكة: "لا يمكن للغارات الجوية وحدها إلحاق الهزيمة بداعش، التنظيم يمد جذوره في مناطق سيطرته بشكل واضح، فقد أسس دولته ويقوم بإصدار بطاقات هوية للسكان وقد ألحق بعض الهزائم بالقوات الكردية خلال اليومين الماضيين، فالتنظيم إذا موجود ليبقى."
واعتبر باير أن داعش يستفيد من الغارات الجوية التي تستهدفه قائلا: "التنظيم يرغب بحصول تلك الضربات الجوية التي وجهت إليه، لأنه يريد أن يُظهر نفسه على أنه عدو للولايات المتحدة، والضربات الجوية لن تضر به بالتالي، وعلينا القيام بأكثر من ذلك."
وحول الدور الأمريكي المتوقع قال باير: "عدد جنود الجيش الأمريكي في العراق حاليا، والذي لا يزيد عن ألف جندي، يسمح بتنفيذ بعض العمليات، ولكنه لا يتيح القضاء على التنظيم، المشكلة أن الأمر يحتاج إلى عشرات آلاف الجنود وسيكون عليهم احتلال أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، ولا أظن أن الشعب الأمريكي مستعد لذلك."
وأضاف: "لا بد من وجود حل وسط، لا أعرف ما هو الحل الممكن ولكن سكان تلك المناطق الذين أتواصل معهم يقولون لي إن داعش يؤسس لدولة سيكون من الصعب تدميرها."
واستبعد باير وجود قوة عسكرية في سوريا يمكنها القتال على الأرض مثل الأكراد قائلا: "بعكس العراق، لا يوجد قوة في سوريا يمكن الاعتماد عليها برا، فالجيش الحر لا يمكن التعويل عليه، وليس لدينا حلفاء على الأرض للتحدث معهم وليس لدينا معلومات استخبارية حول مواقع داعش، كما علينا ألا ننسى وجود أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز سام 11 في ذلك البلد، ما سيصّعب من مهمة حماية قواتنا."
وحذر المحلل الأمني الأمريكي من إمكانية التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد قائلا: "المشكلة في التعاون مع الأسد أنه ينتمي إلى فرع من الطائفة الشيعية، وسيبدو التعاون معه وكأن الولايات المتحدة تنحاز إلى طرف دون آخر في الحرب الأهلية، وسيكون لذلك تداعيات سلبية كثيرة، نحن لا نريد التدخل في النزاع الطائفي، وهذا أمر تدركه الإدارة الأمريكية."