فريد زكريا لـCNN: داعش أخطر تنظيم واجهته أمريكا بتاريخها ويعيش على امتعاض السنة من حكم العلويين والشيعة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال المحلل والكاتب السياسي ومقدم البرامج لـCNN، فريد زكريا، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" هو الأجدر بالانتباه بين كل الحركات المتشددة التي قاتلتها أمريكا في تاريخها، مضيفا أن الامتعاض السني من حكم الأقلية العلوية في سوريا والشيعة في العراق يقف خلف قوة التنظيم، مستبعدا وجود دور للمعارضة السورية المعتدلة في مواجهته.
وقال زكريا، في حوار مع CNN إن مستوى القلق حيال تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا غير مسبوق، مضيفا أن التنظيم تحول إلى النموذج الذي لطالما كانت القاعدة تصبو إليه، إذ كانت تتطلع إلى تأسيس معقل لها في أي مكان حول العالم ولكنها لم تتمكن من ذلك، وظلت مجموعاتها مطاردة في الجبال والكهوف.
وأضاف زكريا: "داعش يؤسس لقاعدة قوية ومتطورة له وتتمتع بأسس اقتصادية، إذ أن التنظيم يحقق يوميا قرابة مليون دولار، ولديه القدرة على بيع النفط والغاز والغلال الزراعية، إلى جانب قدراته العسكرية المميزة التي تحاول التعامل مع الضربات الجوية الأمريكية عبر الانتقال من الأماكن المفتوحة إلى السيطرة على المدن والقرى وممارسة حرب العصابات، وبشكل عام فداعش هو أكثر التنظيمات الإرهابية التي واجهتها أمريكا إثارة للانتباه حتى اليوم.
وعن موقف السنة حيال ما يجري قال زكريا: "موقف السنة هو الأهم لأن التنظيم ينشط ويتحرك بينهم، وقد قال الزعيم الصيني، ماو تسي تونغ، إن المليشيات التي تخوض حرب عصابات تسبح مثل السمكة في الماء، ما يعني أنه من الضروري أن يكون لها حاضنة شعبية قادرة على دعمها وإلا يصعب عليها البقاء."
وأضاف: "لقد دخل تنظيم داعش من باب الشعور السائد بين السنة الذين يرفضون الخضوع لحكم الأقلية العلوية في سوريا ولحكم الفرس كما يصفونه في العراق، وهذا الأمر هو في صميم المشكلة المطروحة، وهناك بعض العناصر الأخرى في المعادلة، مثل قدامى جنود الجيش العراقي وأركان نظام الرئيس السابق، صدام حسين وحزب البعث."
وعن إمكانية تحالف الغرب مع النظام السوري الذي كان يطالب برحيله عن السلطة قال زكريا: "هناك سوابق مماثلة في تاريخ العلاقات الدولية، فعندما سأل الناس رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشيرشل، عن سبب تحالفه مع السوفيت قال إنه كان مستعدا للتحالف مع الشيطان لو أن النازيين قرروا غزة الجحيم."
وأضاف: "بالطبع قضية الاصطفاف إلى جانب الأسد لن تكون سهلة، فالأسد هو سبب ظهور التمرد المسلح في الأساس وهو سبب ظهور هذا الخلاف الواسع النطاق، والحل الأمثل هو الوصول إلى جذور داعش المتمثلة في الامتعاض السني، يجب التواصل مع الحكومة العراقية ودفعها لتكون أوسع تمثيلا وتغدق الأموال على القبائل كما كان يفعل الجنرال ديفيد بتريوس.
وشكك زكريا في فاعلية القوى التي توصف بأنها معتدلة في سوريا، قائلا إن التنظيمات الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في القتال على الأرض هي تلك الشبيهة بداعش أو "جبهة النصرة" مضيفا "ربما كان من الممكن أن يتغير الوضع لو حصل دعم أمريكي، ولكنني لا أرجح ذلك، فالحرب الأهلية الجارية تشهد انقساما حادا دفع القوى المتطرفة إلى البروز، في حين تعرض المعتدلون للسحق."