باحث أردني: أغلبية جهاديي الأردن أقرب إلى داعش

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
Credit: ISIS

عمان، الأردن (CNN)-- قال الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبورمان، إن غالبية أتباع التيار السلفي الجهادي في الأردن من جيل الشباب هم أقرب إلى التطرف وإلى تنظيم دولة الإسلام المعروفة بـ"داعش"، بينهم أعداد لافتة من حملة الشهادات الجامعية.

محتوى إعلاني

وعرض أبورمان، الاثنين في ندوة بمنتدى شومان في العاصمة، لورقة بحثية بعنوان "داعش الظاهرة والحقيقة،" خلص فيها إلى أن الأردن للآن لا توجد فيه حاضنة اجتماعية لـ"داعش" إنما بيئة "منتجة لهذا التيار."

محتوى إعلاني

وأضاف: "لا يوجد في الأردن بيئات حاضنة كما توفرها في العراق وسوريا.. لكن بعض المناطق في الأردن تكاد أن تصل إلى حاصنة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه."

وبين أبو رمان أن مراجعة غير رسمية لأعداد أتباع التيار الجهادي السلفي في البلاد، أظهرت أن هناك "تضاعفا في الأعداد" خلال عامين، من نحو 1200 شخص إلى نحو سبعة إلى تسعة آلاف فرد "مندمجون في هذه الحالة،" على حد تعبيره.

وقال: "نتحدث عن 2500 متطوع في سوريا وفي حال انفتاح الوضع في العراق نتحدث عن أعداد أكبر.. نتحدث عن مئات المسجونين ومئات الناشطين والفاعلين." 

وصنف أبو رمان التيار الجهادي في البلاد إلى اتجاهين، اتجاه بقيادة أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، مشيرا الى أن هذا التيار أصبح هو الاتجاه المعتدل المقابل لتيار "داعش" تستعين الدولة بفتاواهم للرد على فتاوى التيار الاخر.

وأضاف "الأمر الآخر أن لم يعد يقتصر هذا التيار الأكثر تشددا على الشباب التائه بل نتحدث اليوم عن أساتذة جامعات عن محامين عن مهندسين عن طلاب جامعات كلهم يتبنون هذا الفكر ومقتنعون بهذا الفكر نتحدث عن اتجاه ينمو."

وكشف أبو رمان أن هناك حالة اعتراف رسمي برزت مؤخرا فقط، بمخاطر تمدد تنظيم داعش، وأن لجنة "رسمية " شكلت مؤخرا من مستويات معينة لم يذكرها، لمتابعة الملف داخليا.

لكن الباحث حذر بصورة غير مباشرة، من مخاطر "داعش" على الأردن في حال مشاركة المملكة في عمليات عسكرية مع حلفائها في المنطقة، وأردف قائلا: "لا أعتقد أن الأردن من أولويات داعش على المدى القريب لكن على المدى البعيد هناك خشية على الأمن في المنطقة."

وأرجع أبو رمان نمو داعش في العراق وسوريا، إلى أسباب عديدة من بينها، الإقصاء الذي عاناه المكون السني في العراق منذ الاحتلال الامريكي له، وصولا إلى انتخابات 2013، واستطاعة داعش الدفاع عن المجتمع السني في العراق (بالمعنى الديمغرافي) وتقديمها لنموذج على أرض الواقع شكل الأقوى حضورا.

ولفت أبورمان إلى أن "داعش" تضع من ضمن أولوياتها التركيز على الصراع الطائفي، مقابل تركيز القاعدة على محاربة ومواجهة الغرب، فيما اعتبر أن ظهور جبهة النصرة التي خرجت عن القاعدة، جاءت بفعل مراجعات كانت تجريها قيادات القاعدة قبل مقتل أسامة بن لادن.

واعتبر الباحث أن الفساد السياسي للأنظمة العربية في المنطقة، ودعم هذه الأنظمة للثورات المضادة لثورات الربيع العربي، من الأسباب العامة التي أفرز "التطرف."

وفيما لم ينف أبو رمان ما قال إنه نظيرة التوظيف لظاهرة داعش، أوضح قائلا: "لافصل بين ما تمارسه داعش عما يجري في القاهرة وليبيا.. لكن داعش وضعتنا أمام مشهد الموت والذبح بينما لا توجد كاميرات في سجون النظام السوري والنظام العراقي ذلك لا ينفصل عن السياق السياسي العربي والأنظمة العربية وضعتنا أمام إما نحن أو داعش."

وتأتي هذه التحليل بعد أن قامت السلطات الأردنية باعتقال عددا من أتباع التيار السلفي الجهادي ممن عبروا عن تضامنهم مع داعش وأحالتهم إلى القضاء، بحسب ما صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الأسبوع الماضي.

نشر
محتوى إعلاني