السودان يغلق مراكز ثقافية إيرانية.. مخاوف من تمدد التشيع أم لإنهاء عزلة الخرطوم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكدت مصادر مطلعة لـ CNN بالعربية قرار السلطات السودانية إغلاق عدد من المراكز الثقافية الإيرانية في البلاد، وامهال القائمين عليها 72 ساعة لمغادرة البلاد، في خطو غير متوقعة في خضم التقارب بين الخرطوم وطهران، رغم مخاوف من انتشار الفكر الشيعي في الدولة ذات الأغلبية السنية.
ولم تصدر الحكومة السودانية، بعد، تعقيبا رسميا بشأن القرار، الذي نقلت وسائل إعلام محلية أنه يأتي عقب استدعاء وزارة الخارجية السودانية القائم بأعمال السفارة في الخرطوم، مساء الاثنين وإبلاغه بالقرار، وأوردت صحيفة "الانتباهة"، عن مصادر موثوقة لم تسمها أن قرار اغلاق المركز الثقافي بالسودان وكافة فروعه بالولايات يعود إلى "عدم رضا الخرطوم عن مجمل العلاقات بين البلدين."
ورجحت صحيفة "سودان تريبيون، القرار إلى حالة قلق وتحذيرات أطلقتها دوائر دينية وإعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الإيرانية أنشطتها في الخرطوم"، في حين رجحت أخرى تعرض الخرطوم إلى ضغوطات من جهات في الداخل والخارج حيال نشاطات تلك المراكز.
وأشارت مصادر إلى أن أكثر من ثلاثة مراكز ثقافية إيرانية ستتأثر بقرار الإغلاق، وحول دورها، قال محمد علي الجزولي، "المنسق العام لتيار الأمة الواحدة: "لقد كانت لهذه المراكز أدوار معلومة في نشر التشيع بالسودان بل هذا هو الدور الرئيس الذي تقوم به وسبق أن شارك المركز الثقافي الايراني في معرض الخرطوم للكتاب بكتب تسب الصحابة عليهم من الله الرضوان وتقول بتحريف القرآن"، وتم إغلاق الجناح حينها.
ويشار إلى أن أول ظهور علني حاشد للشيعة في السودان كان باحتفالية بذكرى مولد الإمام المهدي بضاحية جبل أولياء الشعبية، جنوب العاصمة الخرطوم، فيما أشارت مصادر إلى تشيع 12 ألف سوداني، وهو ما نفاه الجزولي قائلا: " هنالك وجود خجول وسري لهم وايران تعمل على اختراق المجتمع السوداني باستقطاب بعض الصحفيين والرموز الدينية ورجال الأعمال وهي تحمل مشروعا رافضيا فارسيا تعمل على تمكينه في المنطقة مستفيدة من انبهار بعض السذج بخطابهم العنتري الذي يزعم تبني المقاومة"، على حد قوله.
ويأتي القرار فيما تعاني السودان من عزلة عربية جراء تقاربها مع الجمهورية الإسلامية، وسط اتهامات لحكومة الرئيس، عمرالبشير، بتمكين المد الشيعي من خلال السماح بقيام الحسينيات والمراكز الثقافية الإيرانية، رغم هجوم الداعية الشيعي، ياسر الحبيب، على الحكومة السودانية، بالتضييق على الشيعة الذين دعاهم للتصدي لحكومة الخرطوم لاقتلاع النظام.
وأكد الجزولي بأنه ستكون للقرار: " تداعياته السياسية لكن انتماء السودان لمحيطه السني وارتباطاته مع الخليج العربي ستخفف من أي تداعيات لأن الدعم الايراني للدول السنية والحركات السنية لا يعدو أن يكون ظاهرة صوتية وعنتريات أكثر منها دعما حقيقيا . بينما حجم الاستثمارات الخليجية في السودان تجاوز 30 مليار دولار ."
وتابع: ."الرافضة يعملون على تفخيخ المنطقة كلها لأنهم جزء من برنامج الفوضى الخلاقة واعادة ترسيم الشرق الأوسط وتحالف الصادات الثلاثة الصفوية والصهيونية والصليبية هو الذي يدير فتن العالم الآن."
واستطرد: ربما تضغط إيران في اتجاه التراجع عن القرار وإعادة فتح المراكز وعلى الجماعات السنية والأئمة والدعاة والغيارى على دينهم من التحريف الشيعي مساندة هذا القرار ودعمه والضغط على الحكومة لعدم التراجع عنه إن إيران التي تفتح لها مراكز ثقافية في بلدان سنية تمنع السنة الايرانيين من مجرد إقامة رياض أطفال أو مدرسة يدرسون فيها أبناءهم الايرانيين منهجهم السني دعك من أن تسمح مراكز ثقافية سنية لنشر المذهب السني في إيران إذ يعتبر نشر المذهب السني خيانة عظمى حكمها الاعدام"، على حد قوله.