أبومحمد المقدسي برسالة إلى داعش "ناصحا": إني والله مشفق عليكم بعد تكالب الناتو ضدكم.. ردوا الحقوق وكفوا سكاكينكم عن رقاب المسلمين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—وجه أبومحمد المقدسي، الذي يعتبر أحد أبرز المراجع الجهادية في العالم، الأحد، رسالة "نصح" إلى من وصفهم بـ"العقلاء" في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش" بين فيها أنه يُشف عليهم من تكالب حلف شمال الأطلسي "الناتو" عليهم موجهة لهم بعض النصائح.
وكان من أبرز النصائح التي وجهها المقدسي: "يا عقلاء الدولة، إني والله مشفق عليكم وعلى الشباب الذين يتوافدون عليكم من شتى بقاع الأرض زرافات ووحدانا؛ تحدوهم آمال وأحلام التمكين لدولة الخلافة؛ فأحسنوا واتقوا، أحسنوا النوايا والأقوال والأفعال، واتقوا الله في أنفسكم وشبابكم وفي المجاهدين وعموم المسلمين، لعل الله تعالى يصرف عنكم هذا البلاء، ويرد كيد أعداء الملة المتألبين عليكم اليوم والمتآمرين.. انصحوا لأنفسكم بالتوبة إلى الله من الظلم، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ومن لا يَرحم لا يُرحم، فردوا الحقوق إلى أهلها، وكفوا سكاكينكم عن رقاب المسلمين، وحولوا بنادقكم عن صدورهم ."
وأضاف: "انصحوا لأتباعكم بتوجيه بنادقهم إلى صدور أعداء الملة، وتعظيم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وعظوهم وخوفوهم من تكفير المسلمين، وادعوهم إلى التأدب مع كبرائهم ومشايخهم وعموم إخوانهم المسلمين ..وانصحوا للشباب، فلا تجعلوهم مشاريع لعمليات التفجير في إخوانهم المجاهدين، أو وقودا لمعارك مع المسلمين.. وانصحوا لعوام المسلمين، فارحموهم فقد ذاقوا الويلات من جور الطواغيت وظلمهم، فأذيقوهم رحمة الإسلام، وأروهم سماحة الشريعة وسعتها، وصونوا دماءهم وأموالهم في سوريا والعراق."
وتابع قائلا: "انصحوا لعموم المجاهدين المسلمين، لا تكفروهم أو تستحلوا دماءهم وأموالهم بتهمة الخيانة والصحوات، بمجرد الدعاوى والشبهات بغير بينات.. ووسّعوا لكل المسلمين صدوركم، ودعوا التخيير بين البيعة أو القتل، خصوصا مع الذين أعانوا على دحر الروافض في العراق وأبلوا في جهاد الصليبيين بلاء لا ينكر، كأنصار الإسلام وجيش المجاهدين.. وانصحوا لعموم المجاهدين في أرجاء المعمورة، فتجنبوا إثارة الفتن في صفوفهم في الساحات الأخرى، واحذروا من دعاة شق صفوفهم ممن يتحدثون باسمكم ويدعون إلى بيعتكم في بلاد لا سلطان لكم عليها، فلا يغرنكم هؤلاء، وليكن موقفكم من أمثالهم واضحا."
وطالب المقدسي داعش بقوله: "كفوا عن نشر مناظر القتل وتصويره، واتركوا الإصرار على القتل بالذبح حتى ولو مع الكفار والمستحقين للقتل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‘ وقد صارت هذه المناظر الرهيبة مستمسكات في أيدي أعداء الإسلام يصدون بها عن الجهاد والمجاهدين، ويشوهون بها الإسلام والمسلمين، كما توسع فيها السفهاء من القتلة والمعتوهين حتى رأينا رقاب المجاهدين تحز، ورؤوسهم الملتحية تدحرج وتشوه ويعبث بها."
وبين برسالته "كنت ناصحت تنظيم الدولة من قبل وأنا في سجني، وراسلتهم وراسلوني، حتى رفضوا التحكيم الذي عرضناه عليهم، فانقطع بيننا الاتصال، وحق له أن ينقطع، فالإعراض عن التحكيم إلى الشرع لفض الخصومة بين المجاهدين، والصلح بين المسلمين، وحقن الدماء، ورد الحقوق، أمر يُغضب له، وليس بالأمر الذي يمرر أو يستسهل عند كل من عرف التوحيد وعظم حقوقه.. وهو هو الأمر الرئيس الذي أسخطنا وقطع عرى التواصل بيننا؛ وما قطعناها لسب سفهائهم، أوتطاول أراذل كتابهم، وشتم أغيلمتهم وافترائهم، كلا وحاشا؛ فإن ذاك كان قبل هذا السب والشتم والافتراء حين كان أكابرهم وشرعيوهم يخاطبوننا بشيخ المجاهدين وشيخنا المفضال، ولذلك فنحن نحتسب موقفنا ذاك غضبا لله لا لأنفسنا.. حتى إذا ما رأينا تكالب الأمم والطواغيت عليهم، وعاينا اجتماع حلف الناتو وأذنابه وتآمره عليهم؛ دفعتنا وشيجة الولاء لكل مسلم؛ ودعتنا إلى فتح باب النصح لهم من جديد، لعل وعسى أن يهدي الله منهم من يستجيب."