الأزهر يجمد عضوية كريمة بمجلس الشؤون الإسلامية بعد زيارة مثيرة للجدل إلى الحوزة الشيعية بإيران
القاهرة، مصر (CNN) -- بعد يوم على نفي جامعة الأزهر لسفر وفد منها برئاسة الاستاذ المعروف، الشيخ أحمد كريمة، إلى إيران، عادت المؤسسة الدينية الأكبر لدى السنّة في العالم إلى الإقرار ضمنا بحصول الزيارة واتخاذ قرار بتجميد عضوية كريمة لدى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بانتظار البت بقضية الزيارة وقيامه بإلقاء محاضرات في حوزات شيعية.
وكانت جامعة الأزهر قد نفت الاثنين سفر وفد منها برئاسة كريمة، الأستاذ المتفرغ بالجامعة، إلى الحوزات الشيعية في إيران، مشددة على "عدم صحة" ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، معربة عن "استيائها الشديد من هذا الخبر" وأنها "لم توفد أحدا أو مجموعة في مهمة رسمية إلى الجهة المذكورة."
واستطردت الجامعة بأنه في حال صح ذلك فإنه يعد "افتئاتا صارخا على الأزهر وجامعته وتصرفا مخالفا للقانون" مع تأكيد أن أي حديث يصدر عن الوفد "لا يعبر إلا عن صاحبه فقط وتحتفظ الجامعة بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن."
وليل الثلاثاء، قرر أحمد علي عجيبة، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي يرأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب "تجميد عضوية" كريمة من أعمال ولجان المجلس، "لحين انتهاء التحقيقات التي حولته إليها جامعه الازهر، بسبب سفره إلى إيران وإلقاء محاضرات بالحوزات الشيعية دون تنسيق مع الجامعة" وفقا لبوابة الأهرام الرسمية.
وكانت زيارة كريمة قد جددت الجدل حول وصول "المد الشيعي" إلى الأزهر، بعد نحو أربعة شهور على انتشار مقاطع فيديو تظهر أحد شيوخ الأزهر يرفع "الأذان الشيعي" في أحد المساجد بالعراق. وذكرت "وكالة أنباء الحوزة الشيعية" أن "زيارة كريمة كانت رسمية من الأزهر"، تفقد خلالها مؤسسات إعلامية ودينية في مدينة "قم"، مركز الحوزات الشيعية في إيران، ولفتت إلى أنه "أثنى على جهود الحوزة، وتطور المؤسسات الإعلامية التابعة لها."
كما نقلت أن أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر "قدم مشروعاً للتعاون المشترك بين الحوزة الشيعية الإيرانية وجامعة الأزهر"، كما اقترح تنظيم مؤتمرات مشتركة لمواجهة "التطرف الإسلامي"، بحسب التقارير، كما دعا "رئاسة الحوزة" إلى نقل تجاربها ونشاطاتها إلى الدول العربية والإسلامية.
يُذكر أن الشيخ كريمة كان قد أثار جدلاً في وقت سابق من العام الجاري، بعد ظهوره في مقابلة على فضائية "المنار"، التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، الموالي لإيران، وأدلى بتصريحات اعتبرها البعض "مسيئة" لصحابة النبي محمد و"الخلفاء الراشدين"، كما وصفت بأنها تعكس "حقيقة اعتقاداته الشيعية" كما للشيخ مواقف سياسية مثيرة للجدل معارضة لجماعة الإخوان المسلمين ومؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتُثار قضية التشيع في مصر بين فترة وأخرى، حيث تتهم قوى سلفية السلطات الإيرانية بمحاولة نشر المذهب الشيعي، الأمر الذي تنفيه طهران، ومرت العلاقات السياسية بين القاهرة وطهران مؤخراً بمراحل من "المد والجزر"، وإن كان الفتور هو المسيطر عليها.