الجولاني للغرب: القاعدة انتشرت بعد حرب أفغانستان.. وداعش وفرت المبرر للتدخل الغربي.. ويدعو لعدم مشاركة الحلف الدولي ضد التنظيم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال أبومحمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إن القاعدة انتشرت بعد أن ظن الغرب وأمريكا أنهم سينهوها في حرب أفغانستان، لافتا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش" قاموا بتوفير المبرر للتدخل الغربي في سوريا.
وأضاف الجولاني في كلمة مسجلة بعنوان، لأهل الوفاء يهون العطاء: "في ظل الحملة الصليبية الجديدة على المسلمين في الشام تحت راية الولايات المتحدة فلا بد من وقفات نذكر وننصح فيها المسلمين وتحذيرا للكافرين.. لقد سعت أمريكا ومنذ اندلاع المظاهرات في الشام وبروز راية الجهاد وحمل السلاح في وجه النظام لإجهاض العمل الجهادي عبر وسائل متعددة ابتداء من وضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب قبل أن يُعلن عن ارتباطها بقاعدة الجهاد ومرورا بمحاولة صناعة قادة سياسيين عبر ما يسمى بالائتلاف لتسويدهم على أهل الشام فيطبقون أجندة الغرب سامعين طائعين."
وأضاف: "وهذا خائن مكة المدعو الشريف حسين قد أعان البريطانيين والفرنسيين بحجة ظلم الدولة العثمانية وبغية الخلاص منها وظن في ذلك أنه يحسن صنعا وسيبقى التاريخ يذكره بأقبح الأوصاف إلى آخر الزمان، فقد استبدل حكم الخلافة العثمانية بحكم اليهود ووعد بلفور، ثم نفاه البريطانيون بعد فعله الخسيس وبالكاد كان يجد قوت يومه."
وتابع قائلا: "إن الضربات التي تسهدفنا بها الحلف الصليبي ستضعف خطوط رباطنا وعملياتنا مع النظام النصيري.. يا أهل الشام نعدكم بأن جبهة النصرة ستستمر بكل ما اوتيت من قوة بالمرابطة على الثغور تجاهد أعداء الله من النظام النصيري.. أنصح جميع الفصائل الصادقة المقاتلة على الأرض ألا يستغل الغرب وأمريكا ظلم الدولة الإسلامية عليكم من قتل للقيادات واستيلاء على الثروات وأنها استعجلت شرا على الشام كنا ندفعه، وأبت النزول لمحكمة شرعية لرد الحقوق والمظالم."
وحول داعش قال الجولاني: "لا يدفعن أحدا منكم للانقياد خلف الغرب للمشاركة في حلف الشر الذي يسعون فيه للقضاء على جدوة الجهاد، ومن تعذر بدفع صيال الدولة فليقم بذلك دون اللجوء للتحالف الصليبي.. ولا يعتقد أحد أن أمريكا والتحالف أتو لتخليصكم من الشر، فها هو بشار الأسد منذ ثلاث سنين وهو يقتل ويذبح ويأسر ويعذب ولم يهدد ذلك السلم والأمن الذي يزعمون."
وأشار إلى أنه "حال دون خروج الشام من الولاية الإيرانية إلى الولاية الغربية عدة أسباب أبرزها ظهور راية الإسلام الناصعة واعتزاز عامة المسلمين بالالتفاف حولها ثم وقوف المسلمين وعامة أهل الشام مع المجاهدين.. إن من الموانع التي حالت دون تدخلهم العسكري بالشام هو فقدان المبرر الذي بالطبع وفرهم له تنظيم الدولة إلى جانب تراجعهم العسكري بعد حربي أفغانستان والعراق فكان درسا مليئا بالعبر.. الذي يبدو لنا أن أمريكا وحلفاءها قصرت أفهامهم ولا زالوا ينظرون إلى المنطقة كما كانت من قبل بروز راية الجهاد فيها.. منطقة الشرق الأوسط هي منطقة براكين وزلازل اليوم لا يضع أحد يده أو قدمه فيها إلا وراهن على إمبراطورتيه أو ملكه."
واردف قائلا: "ذهب زمن الإعلام المزيف الذي كان قادرا على إقناع الشعوب بحكامها العملاء الكافرين الفاسقين ولم تعد أجهزة الأمن قادرة على إرهاب الناس.. ولم تعد هذه الجيوش التي كشفت هزالتها قادرة على مواجهة ضربات المجاهدين.. الكلمة الحق اليوم للمسلمين وفي مقدمتهم المجاهدين الصادقين.. خارطة المنطقة تنقسم بين هؤلاء الذين يتصارعون عليها منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وها هي اليوم تعود وترسم خريطة جديدة للصراع فالعراق وسوريا ولبنان بيد الحالمين بإعادة أمجاد فارس وهكذا صنعوا في اليمن ودول الخليج ومصر بيد الروم بواسطة الحكام الخونة وفلسطين والأردن بيد اليهود وكل يطمع بالتمدد وزيادة النفوذ."
ووجه رسالة إلى شعوب الغرب قال فيها: "أحب أن أذكر شعوب الغرب بحماقة قادتها باختيار الحرب على المسلمين فقد خرج بوش يهنئ بإسقاط حكومة طالبان وبعد عشر سنين خرج أوباما يطمئن نفس الشعب.. علما أن قاعدة الجهاد التي كانت محصورة في أفغانستان بعد ضربها هناك امتدت إلى باكستان واليمن والصومال ومالي والجزائر والعراق ثم إلى الشام وأخيرا وليس آخرا في شبه القارة الهندية واتسعت المعركة ولا تزال.. يا شعب أمريكا وأوروبا ماذا جنيتم من حربكم ضد المسلمين والمجاهدين سوى المزيد من الأحزام على بلادكم وأبنائكم.. عليكم الوقوف ضد هذه الحرب وقرار حكامكم واياكم أن يكذب عليكم هؤلاء الحكام ويصورون حربهم بأنها حماية لكم."