وزير دفاع أوباما السابق ينتقده: لو استمعت لنصائحي لما تدهور الوضع بالعراق وداعش قد يبدد كل ما كسبناه طوال سنوات
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- هاجم وزير الدفاع الأمريكي السابق، ليون بانيتا، الرئيس باراك أوباما، قائلا إنه لو استمع إلى نصيحته حول ضرورة إبقاء قوات أمريكية في العراق لما تدهورت الأمور بهذه السرعة، متهما البيت الأبيض بـ"السماح بإفلات" رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، من مهمة التوصل إلى اتفاق يتيح بقاء القوات الأمريكية، وحذر من تحول العراق إلى ما يشبه أفغانستان خلال فترة حكم طالبان لها.
وقال بانيتا، في مذكراته التي تصدر الأسبوع المقبل: "حتى هذا اليوم أنا ما زلت أؤمن بأن إبقاء قوات أمريكية محدودة العدد في العراق كان سيساعد في توجيه الإرشادات للجيش العراقي حول طريقة التعامل مع المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وكذلك العنف الطائفي الذي يجتاح البلاد."
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من العراق كليا نهاية 2011، وأعاد أوباما القرار إلى تطلعه لتنفيذ تعهدات حملته الانتخابية، إلى جانب الفشل في التوصل إلى اتفاقية أمنية تتيح إبقاء القوات بالعراق مع حصولها على حصانة قانونية، وقد قال بانيتا في المذكرات إنه عمل جاهدا خلف الكواليس من أجل بقاء بعض القوات في العراق لتدريب الجيش العراقي.
وتابع بانيتا قائلا: "من كان يؤيد وجهة نظرنا كان يعتبر أن البيت الأبيض كان يتوق للتخلص من عبء الملف العراقي إلى حد الاستعداد لسحب كامل القوات عوض الدخول في اتفاقية تسمح لنا بالاحتفاظ بنفوذنا ومصالحنا" مؤكدا أن العديد من الضباط الكبار في الجيش الأمريكي والمنطقة كانوا يؤيدون وجهة نظره.
وأضاف الوزير الأمريكي السابق، في كتابه الذي سيتوفر في الأسواق اعتبارا من الثلاثاء المقبل تحت عنوان "معارك تستحق خوضها": "كان المسؤولون يرغبون بالتوصل إلى اتفاق يتيح إبقاء القوات في حال تمكن المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع من فعل ذلك، ولكن بغياب مبادرة الرئيس تمكن المالكي من الإفلات، وفشلت جهود التوصل إلى اتفاق."
واعتبر بانيتا أن سرعة التدهور الأمني في العراقي بددت كل المكاسب التي كانت واشنطن قد حققتها طوال سنوات وجود قواتها بذلك البلد قائلا: "الأخبار الواردة من العراق تزعجني إلى أبعد حد، من وجهة نظري فإن الهجوم الذي يشنه تنظيم داعش يزيد بشكل واضح من خطر تحول العراق إلى ملجأ آمن للقاعدة، بشكل يشبه وضع أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول."
وأضاف: "بعد كل ما فعلناه من أجل لضرب كبار القادة في تنظيم القاعدة وتحطيم نواتها الأساسية فإن جهودنا كلها قد تذهب أدراج الرياح بحال سمحنا للتنظيم بإعادة بناء قواعد لعملياته في الشرق الأوسط."