من هو الأردني عمر مهدي زيدان الذي أعلن النفير وانضم لـ "داعش"؟

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
Credit: TAUSEEF MUSTAFA/AFP/Getty Images

عمان، الأردن (CNN)-- حفلت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين بأنباء نفير  الأردني عمر مهدي زيدان إلى سوريا للانضمام إلى صفوف ما يعرف بدولة الإسلام "داعش"، وسط ردود فعل متباينة للتيار السلفي الجهادي الأردني الذي ينتمي زيدان إليه. 
وحظي إعلان  "نفير" زيدان" باهتمام لافت عبر موقع التويتر، بوصفه أحد أبرز قيادات التيار الجهادي المؤيدين "لداعش" في شمال البلاد وتحديدا محافظة إربد القريبة من الحدود الأردنية السورية، وأحد أبرز شيوخ التأصيل الشرعي بحسب باحثين في شؤون الحركات الاسلامية. 

محتوى إعلاني

زيدان الذي رجحت مصادر لـ CNN  بالعربية، خروجه من البلاد إلى سوريا الاثنين، يعتبر من المخالفين لآراء منظر السلفية الجهادية الشيخ أبو محمد المقدسي، وعمر محمود عثمان المعروف بأبي قتادة، كما يعتبر أحد أبرز المعارضين للحراك "السياسي السلمي" الذي مارسه أتباع التيار قبل نحو 3 سنوات في العاصمة عمان، للمطالبة بالافراج عن معتقلي التيار في السجون الأردنية.

محتوى إعلاني

ويقول الباحث في شؤون التيار السلفي الجهادي في البلاد وائل البتيري لـ CNN بالعربية إن خروج زيدان إلى سوريا ليس مفاجئا، قياسا على آرائه ومواقفه المبكرة من دعم وتأييد "داعش"، وخلافه الواضح مع أبرز منظري السلفية الشرعيين.

وفيما لم يتسن التحقق من مصدر مستقل حول تعيين زيدان قاضيا شرعيا في "داعش" بحسب ما تناقلته مواقع التواصل، إلا أن عددا من التغريدات باركت هذا "النفير" وقال أبو حفص الأثري على حسابه على تويتر في 17 اكتوبر/ تشيرن الأول الجاري، "إنها بشريات عظيمة، فبعد نفير الشيخ عمرمهدي زيدان بكرامة عجيبة البارحة ..بشرنا بأن الشيخ سعد الحنيطي يبايع الخليفة" في إشارة إلى أبو بكر البغدادي.

ونشرت عدة تسجيلات سابقة لزيدان المكنى بأبي المنذر، تحدث فيها عن وجوب نصرة "الدولة الإسلامية"، إلى جانب عدة رسائل إلى المقدسي. وتسائل أتباع للتيار على تويتر، حول الذي " يسّر له النفير وأقعد المقدسي"، حيث التقى زيدان بكل من أبو مصعب الزرقاوي والمقدسي في المعتقل منتصف التسعينات.

ويرى البتيري أن غياب زيدان عن تصريحات ومواقف التيار الجهادي مردها إلى"عزله نفسه عن التيار" على خلفية آرائه المعارضة للحراك السياسي السابق، وقال :" قام التيار السلفي الجهادي (بانتقاد) زيدان(بشدة) في وقت سابق (عقب) إصداره بيانات تحدث فيها عن تأصيل شرعي لعدم جواز الخروج بمسيرات تطالب بالافراج عن المعتقلين بوصفها اعترافا بإحدى وسائل الديمقراطية".

ويرجح البتيري انقطاع أخبار زيدان وغيره من أنصار داعش، عقب "أوامر صارمة من قبل" التنظيم بوقف كل الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية، فيما اعتبر أن خروجه من البلاد، قد يرسخ أفكاره في صفوف التيار كونه ترجم أقواله إلى أفعال، من خلال التحاقه بالدولة الإسلامية، وهذا الأمر يداعب عواطف الجيل الناشئ في التيار الذي يشكل الجسم الأكبر لقاعدته.

وتأتي أنباء خروج زيدان، في الوقت الذي رفعت فيه السلطات الأردنية وتيرة الملاحقات الأمنية لأتباع التيار من المتسللين عبر الحدود الأردنية إلى سوريا، وكذلك مؤيدي "داعش" عبر شبكة الانترنت. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني لـ CNN بالعربية في وقت سابق، إن تلك الملاحقات تأتي في إطار سياسة البلاد التعامل بحزم مع كل من يرتبط "بالتنظيمات الإرهابية" ضمن أحكام القانون،على حد تعبيره. 

من جانبه، اعتبر القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي الملقب بأبي سياف، في تصريح مقتصب لـ CNN بالعربية إن بالعربية إن خروج زيدان "كخروج أي شخص" قائلا :" لم يتم تعيينه قاضيا شرعيا ولا غير ذلك لغاية الساعة." وتشير دراسات محلية إلى أن غالبية أتباع السلفية الجهادية في الأردن يؤيدون "داعش"، خاصة من فئة الشباب، فيما يقدر ارتفاع عدد أتباع التيار بحسب أرقام غير رسمية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من نحو 4 آلاف إلى 7 آلاف شخص.

نشر
محتوى إعلاني