فزت في الانتخابات أو لم أفز.. 12 سببا تجعلني أفخر لكوني تونسيا
بنفس حجم المسافة التي قطعتها مع أصدقائي في "تيار المحبة" للقاء الناس، كان حجم ما غيّرته الثورة في نفسي وفي نفوس جميع من أعرف. لأبدأ بنفسي، أنا واحد ممن يقال له "الشعب الكريم" ممن كانوا يهتمون "سرا" بالسياسة زمن بن علي و رغم ما كان ينتابني من مشاعر الثقة في أن الغمة ستنزاح يوما، إلا أنني كنت أكتفي بالتعبير عن مواقفي مع قلة قليلة من معارفي.
ثم جاء يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011، ورأيت ما رأيت. لقد غيّرني ذلك اليوم إلى الأبد، ومع ذلك فإنها المرة الأولى التي أشارك فيها مرشحا على قائمة انتخابية لتشكيل سياسي. أما لماذا لم أشارك في الانتخابات السابقة التي جرت قبل ثلاث سنوات، ولماذا الآن، فأعتقد أنّني لم أتخلف عن الموعد السابق أيضا فقد شاركت بصوتي.
وبعيدا عن الشعارات التي يمكن أن تشرح سبب اختياري للائحة "تيار المحبة" الذي يقوده المرشح الرئاسي الدكتور الهاشمي الحامدي، فأنا هنا لست بصدد التعبير الانتخابي، يمكنني أن أفخر بتونسيتي اليوم، سواء شرفني المواطنون باختياري أو لم يحالفني النجاح.
فخور بتونسيتي، لأنه يكفي أنّه يتعين أن أنتظر اليوم الموالي لغلق صناديق الاقتراع حتى أتعرف على الفائزين --سفيان بوعسكر- مرشح للانتخابات التونسية .
فخور بتونسيتي، لأن 27 مرشحا سيتنافسون على رئاسة البلاد جميعهم لم يتفقوا على أن يتقدموا ويواجهوا بعضهم البعض في مسرحية تشهدها غالبية دول المنطقة.
فخور بتونسيتي، لأن منافسا لي في نفس الدائرة الانتخابية يدعو لبرنامج يخالف برنامجي ومع ذلك نجلس إلى بعضنا البعض دون عقدة ودون خوف ودون حسابات.
فخور بتونسيتي لأن ما أعيشه منذ أكثر من ثلاث سنوات لو كتبه شخص في مقال افتراضي قبل سنوات لقيل له إن خياله واسع أو أنه مجنون.
فخور بتونسيتي لأنه من كان يتصور أنّ عضوا في حركة النهضة مثلا أو أن عضوا من تنظيم الإخوان في العالم سيقول لعشرات الآلاف من أنصاره في تجمع انتخابي أنّ الوطن قبل الحركة.
فخور بتونسيتي لأنّ القيادي المغتال من الجبهة الشعبية التي أختلف معها وهي الائتلاف اليساري، محمد البراهمي حجّ إلى بيت الله مرتين.
فخور بتونسيتي لأنني أرى أنّ أحزابا يقال إنها دينية تؤسس برامجها على مطالب البسطاء، وأن أحزابا علمانية مغرقة في الحداثة تبدأ اجتماعاتها الانتخابية بما تيسر من القرآن الكريم.
فخور بتونسيتي أيضا لأنّ التيار الذي أمثله "تيار المحبة" رأى فعلا في تونس بستانا من ألف زهرة وزهرة فجمع أجملها وها هو يأمل أن تقوده السياسة وحدها لحضور بارز أكثر في البرلمان معولا في ذلك على قربه من بسطاء تونس الذين قادوا عددا مهما من مرشحيه إلى المجلس التأسيسي في الانتخابات السابقة.
فخور بتونسيتي لأنّه وعلى خلاف غيرهم ممن أثر فيه وجع المخاض فعادوا أعقابهم، فإنّ التونسيين اختاروا الطريق الأصعب، والأشق ولكنها حتما الأقل كلفة.
فخور بتونسيتي لان تيار المحبة الذي أمثله في محافظتي والذي يقوده المرشح الرئاسي الصلب الدكتور محمد الهاشمي الحامدي، يسعى لتحقيق الأهداف و المبادئ التي قامت من أجلها الثورة و هي تركيز العدالة الاجتماعية و ذلك بالسعي إلى تحقيق نظام الصحة المجانية بما يضمن دفتر معالجة لكل محروم منه بسبب الفقر و تطبيق منحة البحث عن عمل لنصف مليون عاطل عن العمل و قدرها 200 دينار مقابل يومي عمل في الأسبوع و تسليم بطاقة تنقل مجاني لكل من أتم الخامسة و الستين من العمر.
فخور بتونسيتي لان احد ركائز البرنامج الاقتصادي لتيار المحبة وقع اعتماده في حكومة المهدي جمعة و الخاص بتوظيف طابع جبائي ب 30 د على المسافرين الأجانب و الذي يمكن خزينة الدولة من موارد إضافية تبلغ ثلاثة بلايين دينار سنويا.
فخور بتونسيتي لان برنامجنا يحتوي على إنشاء مؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية من أجل تركيز ثقافة الإسلام المعتدل و المحافظة على الهوية الإسلامية و البعد عن التطرف و الإرهاب.