لبنان يتنصل من تصريحات نصرالله حول "صهينة" البحرين.. ووزير العدل يهاجمه: يتصرف وكأنه مرشد الجمهورية
بيروت، لبنان (CNN) -- سارعت القيادات السياسية اللبنانية إلى إصدار مواقف لتخفيف حدة الاحتقان القائم مع دول الخليج بعد التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، حول ما قال إنها "صهينة البحرين"، فأكد رئيس الحكومة، تمام سلام، أن الموقف لا يعبر عن رأي الحكومة، في حين شن وزير العدل، أشرف ريفي، هجوما قاسيا على نصرالله، قائلا إنه يتصرف كما لو كان "مرشد الجمهورية."
وقال سلام، في تصريح له السبت، إن العلاقات بين لبنان والبحرين "أخوية وعميقة" مضيفا: "الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية." ولفت إلى أن مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان "يجب ألا تكون مبررا لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة".
وأضاف: "إن الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. إن لبنان الذي عانى كثيرا من التدخل في شؤونه حريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة، فكيف الحال اذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين؟ إنني أعرب عن حرصي وغيرتي على البحرين وأتمنى لها كل الخير والتقدم. وأنا متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه."
أما ريفي، فقد رأى أن حزب الله "يثبت مرة جديدة أنه يلعب دور الأداة للنفوذ الايراني في المنطقة" مشددا على أن تصريحات نصرالله "تعرض مصلحة لبنان وأمنه لأشد الأخطار، كما تؤدي الى توتير علاقته بالدول الشقيقة والصديقة" وأضاف: "ما ألمح اليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والاساءة اليها، يتجاوز كل الخطوط الحمر، فبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في سوريا دعما للنظام الدكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب ايران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتنعكس مزيدا من السلبية والأخطار على لبنان."
وندد ريفي بسماح فريق لبناني لنفسه بـ"التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها" مشددا على ضرورة أن تقدم الحكومة اللبنانية الاعتذار لدولة البحرين، كون التصريحات تشكل "اعتداء خارجا عن كل الاصول" متقدما شخصيا باعتذاره.
كما كان للزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، موقف بارز، رفض فيه "تشبيه البحرين ودورها بما تقوم به إسرائيل والصهيونية التي هي العدو التاريخي للعرب" على حد تعبيره، داعيا لضرورة التنبه لوجود "مئات الآلاف من اللبنانيين يقيمون في دول الخليج ويساهمون مساهمة فاعلة في مجتمعاته ويستفيدون من خيراته" وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية.