المغرب.. قلق من تهديدات "داعشية" ضد فنانين وسياسيين
الرباط، المغرب (CNN)-- تنتاب الساحة السياسية والحقوقية والفنية المغربية حالة من القلق على خلفية توارد تهديدات تستهدف ناشطين سياسيين أو فنانين، بناء على زعم مواقف وأنشطة مناهضة للدين الاسلامي.
واسترعت حالتان اهتمام الساحة العمومية في المغرب، همت إحداهما ممثلين معروفين على إثر مشاركتهما في عمل سينمائي دولي بعنوان "ابن الرب"، بينما همت الثانية ناشطة سياسية معروفة بمواقفها المدافعة عن الحريات الفردية.
ونقلت وسائل الاعلام المغربية عن الممثلين سعيد باي (الذي حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي) ورفيق أبوبكر، تأكيد توصلهما بتهديدات مجهولة عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي إثر مشاركتهما في فيلم "ابن الرب" الذي صورت جل مشاهده بمدينة ورزازات المغربية، ويتناول حياة المسيح عليه السلام.
ومن جهتها، توصلت الناشطة حفيظة الرويسي، القيادية بحزب الأصالة والمعاصرة (معارض للحكومة) بتهديد بالقتل مصحوب بنشر صور للتقتيل الذي يمارسه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" تعقيبا على موقف عبرت عنه تجاه حادث الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية.
وأصدر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بلاغا أدان فيه "حملة التهديد التي تستهدف الناشطة خديجة الرويسي، عضو المكتب السياسي، وهي التهديدات التي وصلت إلى الدعوة إلى القتل عبر بعض المواقع الالكترونية، وترويج صور التقتيل الذي تباشره المجموعات الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية".
واعتبر الحزب في البلاغ الذي توصل موقع CNN بالعربية بنسخة منه، أن "إعلان التضامن المبدئي مع حرية الصحافة، والتعبير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يواجه بلغة التهديد، والعنف، والقتل، وحيث إن الحق في التعبير عن التضامن لا يمكن أن يجابه بالتحريض على المس بالسلامة الجسدية للأشخاص، فإن حزب الأصالة والمعاصرة يعتبر بأن الحملة التي تستهدف عضوة المكتب السياسي الأستاذة خديجة الرويسي تندرج في إطار الهجوم على مناضلة حقوقية غيورة على قضايا حقوق الإنسان، وعلى صوت نضالي يؤمن بالديموقراطية الحقة المؤسسة على الحداثة والتطور الايجابي".
ودعا حزب الأصالة والمعاصرة السلطات المختصة الى العمل من أجل الكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الحملة "الجبانة"، مطالبا "بتوفير حماية كاملة للأستاذة الرويسي".
ومن داخل المجتمع المدني، أدانت "حركة ضمير"، ذات التوجه الحداثي، التهديدات الموجهة ضد فنانين وصحفيين وفاعلين سياسيين وحقوقيين بناء على مواقفهم السياسية أو لمشاركاتهم الفنية.
وعبرت الحركة، التي تضم مثقفين وفنانين وسياسيين معروفين بمعاداتهم لتيارات الاسلام السياسي، في بيان حصل الموقع على نسخة منه، عن تضامنها مع المستهدفين من طرف التنظيمات الإرهابية، التي "أصبحت تبتكر أشكالا جديدة تهدف إلى التحكم الغاشم في الفضاء المشترك عن طريق أحدث التقنيات بنشر صور البطش والدموية والتوجه إلى النشطاء بالتخويف والردع المعنوي تمهيدا للاعتداء المادي".
وتوجهت الحركة برسالة الى الحكومة محذرة إياها من أي "تراخ في التعامل بكل الجدية والمسؤولية مع التهديدات الإرهابية وعدم استصغارها وملاحقة مصادرها التي تسعى لاغتيال حرية الفكر والإبداع وجر المغرب إلى دوامة عنف تأتي على الجميع".