زهدي جاسر لـCNN: داعش نتاج إبادة الأسد للمعتدلين السنة.. والتنظيم لن يسقط إلا بسقوط نظام دمشق

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: afp/getty images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال زهدي جاسر، رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأمريكي للديمقراطية، إن المعركة ضد داعش يجب أن تكون على جبهتين، الأولى عسكرية والثانية أيديولوجية، مضيفا أن القضاء على التنظيم لا يمكن دون القضاء على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، معتبرا أن الدول العربية تعيش حالة من التناقض بسبب صراعها مع تيارات متشددة ساهمت هي نفسها بخلقها.

محتوى إعلاني

وقال جاسر، وهو مؤلف كتاب "معركة حول روح الإسلام: صراع أمريكي مسلم وطني لأجل إنقاذ إيمانه" ردا على سؤال من CNN حول ما يجب على قادة العالم الإسلامي فعله لوقف داعش عن تمزيق الإسلام: "أولا هناك الشق العسكري المتمثل بضرب أهداف التنظيم، إذ لا يمكن إلحاق الهزيمة بداعش باعتماد الصراع الأيديولوجي فحسب. هم جماعة من المتوحشين المسلحين الذين لا يمكن وقفهم إلا بالوسائل العسكرية."

محتوى إعلاني

وتابع مضيفا: "كما أنه لا يمكن التخلص من داعش دون التخلص من الأسد، فالتنظيم نتاج عملية الإبادة الجماعية التي نفذها الأسد ضد المعتدلين السنة مثل عائلاتنا في دمشق، في حين كان يترك المتشددين ينتشرون ويتحركون ويتسللون إلى العراق."

وأَضاف جاسر: "الشق الثاني هو المعركة الأيديولوجية، فالتنظيم لم ينبع من فراغ بل من أفكار زرعتها أنظمة دينية كتلك الأنظمة التي تحكم السعودية وإيران وباكستان والتي تنفذ أحكام الجلد والإعدام وتستهدف النساء. هذه الأفكار بحاجة للمواجهة، والمسلمون في الغرب في موقف يؤهلهم بشكل كبير لمعالجة هذه القضايا والدفع باتجاه فصل الدين عن الدولة ومكافحة الإسلام السياسي."

وعن الطريقة الممكن اتباعها لتقوية التحالف الدولي رد جاسر بالقول: "الغريب أن الدول العربية قررت التدخل عسكريا ضد داعش بعدما جذبتها إلى ذلك دعاية التنظيم في بلد مثل سوريا حيث يسيطر نظام الأسد، المشكلة أننا لا نمتلك معلومات استخبارية ولا نعرف ما يحصل فعليا علة الأرض لأن نظام الأسد وقواته يمنعان ذلك."

وأضاف: "يجب على الدول العربية أن تكون على رأس العمليات ضد التنظيم وآخر من يساعد على الإصلاح لأن المطلوب ليس تدمير داعش فحسب بل وتغيير نظام الأسد، وهناك الكثير من العقبات التي تحول دون ذلك، وبينها إيران وحزب الله، وبالتالي فالأردن أمام عدوين، الأسد وداعش، وبعض الدول في المنطقة ليس لديها القدرة على التعامل مع الوقائع لحل ما يجري على الأرض في سوريا."

وأقر جاسر أن بعض قادة الدول الإسلامية لديه حيرة إزاء الأولويات وما إذا كان يجب التخلص من الأسد أم من داعش أولا مضيفا: "لهذا يجب أن يتدخل الغرب بطرح الطريق الثالث القائم على الحرية، بالطبع سيكون هناك آراء متضاربة بين الدول العربية، فالسعودية التي نعتبرها حليفة أمريكا أنجبت 15 من أصل 19 مشاركا بهجمات سبتمبر، وهي كسائر الدول العربية محتارة بكيفية التعامل مع حركات إسلامية كانت تمولها.. وباتت الآن تتطلع لإزاحتها عن السلطة وانتزاع عروشها منها، في حين تحاول تلك الدول إبقاء سيطرتها عليها."

نشر
محتوى إعلاني