محللون أمريكيون: داعش سيرتكب خطأ كبيرا بحال استهدف الإسلام المعتدل بتونس.. والعملية قد تكون إعلانا لولادته
تونس (CNN) -- توقع محللون أمنيون على صلة بوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA صدور بيان قريب لتنظيم مسلح يعلن فيه مسؤوليته عن هجوم تونس، ومبايعة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" معتبرين أن العملية كانت تهدف لإعلان ولادة التنظيم.
وقال بول كروكشينتك، محلل شؤون الأمن لدى CNN: "ما يحدث ربما يكون العملية التي سيكشف عبرها تنظيم داعش وجوده في تونس. فبالتزامن مع الهجوم أعلن تنظيم تونسي يطلق على نفسه اسم جند الخلافة موالاته لداعش، وعلينا أن نتذكر بأن هناك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر تونسي في داعش عاد 500 منهم إلى بلدهم من سوريا والعراق مع الكثير من الخبرات العسكرية والإرهابية."
وتابع كروكشينتك بالقول: "هذه العملية قد تكون الهجوم الأعنف في العالم العربي على سياح أجانب منذ هجوم الأقصر عام 1997، الذي أدى لمقتل 56 سائحا."
ووصف كروكشينتك العديد من التونسيين بأنهم "يميلون إلى العلمانية والعيش بالطريقة الغربية" ولكنه أكد في الوقت نفسه وجود "عدد كبير من الشبان الذين تحولوا إلى الفكر الجهادي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد وهم يتحركون اليوم لأن البلاد ستحتاج إلى سنوات قبل أن تعود على السكة الصحيحة اقتصاديا."
من جانبه، قال فيل مود، المحلل سابق متخصص في شؤون الإرهاب لدى CIA: "سيكون هناك بيان خلال اليومين المقبلين من الجهة التي نفذت الهجوم لأنها سترغب بإعلان حضورها القوي على الساحة، وبعد ذلك ستتعاون أجهزة أمنية متعددة الجنسية في محاولة لرصد هواتف أعضاء ذلك التنظيم والتعرف إلى أماكن وجودهم ونشاطاتهم."
وأضاف: "أتفق مع كروكشنك بأن هناك حضورا تونسيا كبيرا في جبهات القتال الخاصة بتنظيم داعش، وقد رأينا الكثير منهم في العراق، ولكن المشكلة مع داعش تنقسم إلى قسمين، الأول أن التنظيم سرعان ما يفقد التعاطف الشعبي معه، وقد رأينا هذا في العراق سابقا، والسب هو طبيعة تصرفاته العنيفة وقطع الرؤوس واستهداف السياح."
وختم بالقول: "الأمر الثاني أن تونس نموذج ناجح للربيع العربي، وحصول الاضطرابات فيها سيؤدي إلى ابتعاد الإسلاميين المعتدلين حتى عن داعش باعتبار أن التنظيم لا يحارب أمريكا فحسب، بل يواجه الإسلاميين المعتدلين أيضا، وقوى الإسلام المعتدل قوية للغاية في تونس، ولذلك فإن داعش يرتكب خطأ."