الباحث المغربي رشيد جرموني: الدولة المغربية لا تريد إصلاح التعليم بشكل حقيقي
الرباط، المغرب (CNN) -- لم يعد تدهور التعليم المغربي خافيًا على أحد، إذ إن الدولة المغربية هي أوّل من يعترف بوجود مشاكل خطيرة في برامجها التعليمية، وقد أكد ذلك مؤخرًا تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين المغربي، الذي أكد أن التعليم المغربي يعيش حالة فقر في الإبداع.
هذا التقرير الذي صدر في الأسبوع الماضي، بيّن أن البرامج المدرسية المغربية لا تلقن التلميذ قيم المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان، وأن التعليم المغربي لا يزال ضعيفًا في الأرياف، زيادة على استمرار انقطاع التلاميذ عن المدرسة، ونقصهم الواضح في اللغات.
ومن أسباب هذا الوضع، هو التغيير المتكرّر في الحكومات المغربية، إذ يحدث ارتباك في عملية إصلاح التعليم عند كل تعديل حكومي، خاصة ما يتعلق بما يُعرف "الميثاق الوطني للتربية والتعليم" الذي أعلنت عنه الدولة عام 1999، ولم يحقق الكثير من أهدافه.
يقول رشيد جرموني، أستاذ في علم الاجتماع: "مشكلة التعليم المغربي يرتبط أساسًا بغياب رؤية واضحة المعالم، الدولة مترّددة في اختياراتها، فهي لا تدري أيّ مواطن تريد، ولا كيفية ربط المدرسة بالاقتصاد، ولا هل تختار القيم الكونية أم القيم المحلية."
ويضيف جرموني لـCNN بالعربية: "الدولة لا تملك إرادة حقيقية لإصلاح
التعليم، إذ إنها ترغب في الحفاظ على مقدساتها عبر الحفاظ على الوضع،
كما أن ما جاء في تشخيص المجلس الأعلى للتربية والتكوين أمر معروف،
ولم يأتِ بجديد."
ويتابع جرموني: "برنامج إصلاح التعليم يجب أن يكون مقدسًا، بحيث لا
تغيّره أي حكومة جديدة. يحتاج الإصلاح لبرنامج واضح يستمر لعقود ولا
يتغيّر بمجرد صعود وزير جديد، يحمل إيديلوجية مخالفة لمن سبقه."