غضب ديني وسياسي بين القيادات السنية في لبنان بعد "حكم مخفف" بحق وزير سابق اعترف بنقل متفجرات من سوريا
بيروت، لبنان (CNN) -- غضب سياسي وشعبي سرعان ما تحول إلى تحذيرات من تمييز ديني في لبنان، بعد صدور الحكم بالسجن لمدة لا تزيد على أربع سنوات ونصف بحق الوزير السابق، ميشال سماحة، الحليف البارز لدمشق وحزب الله، بعد اعترافه بإدخال متفجرات إلى لبنان لاستهداف شخصيات دينية وسياسية، وقد وصل الاحتقان إلى حد وصف وزير العدل للحكم بـ"المسخرة" وإعلانه وفاة القضاء العسكري.
وكانت المحكمة العسكرية في لبنان قد أصدرت الأربعاء حكمها في حق الوزير السابق ميشال سماحة، وقضى الحكم بإنزال عقوبة الاشغال الشاقة به مدة أربع سنوات ونصف السنة وتجريده من حقوقه المدنية. وعلق جمال الجراح، عضو كتلة تيار المستقبل، التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق، سعدالدين الحريري، بالقول إن الحكم "يحذر ضباط الأمن اللبناني من مغبة كشف اي جريمة لها علاقة بفريق 8 آذار أو بسوريا أو حزب الله لأن مصيرهم الموت."
واستعرض الجراح عدة أحكام مخففة صادرة عن القضاء العسكري بقضايا على صلة بسوريا وحزب الله وحلفائهما في لبنان قائلا: "هناك رسالة واضحة أن المحكمة العسكرية أصبحت ممرا آمنا للمجرمين في لبنان" أما وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، الذي قال إن مدة العقوبة بما تتركه من آثار "قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار".
أما الحريري، فقد اتصل بوزير العدل، أشرف ريفي، مستفسرا" عن السبل القانونية لنقض هذه الفضيحة الاخلاقية والوطنية" وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية، أما ريفي نفسه فقد صرح قائلا: "أنعي للشعب اللبناني وفاة المحكمة العسكرية بعد مسخرة اليوم."
أما رئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي، وهو بدوره ليس بعيدا عن التحالف السياسي مع دمشق، فقد حذر من أن الحكم ""يطرح إشكالية أساسية تتعلق بالمساواة بين اللبنانيين أمام القانون والقضاء" مشيرا في هذا الإطار إلى وجود موقوفين منذ سنوات دون محاكمتهم، بإشارة واضحة إلى ملفات العديد من المسجونين الإسلاميين.
من جانبه، قال مفتي عكار للطائفة السنية، الشيخ زيد زكريا إن هذه الأحكام "هي التي تصنع الإرهاب وتولد التطرف" داعيا المسؤولين إلى "تدارك الوضع قبل أن ينفجر الشارع بالغاضبين، وقبل أن تنفجر السجون بالمساجين، وإذا انفجر الوضع فإنه لن يبقي ولن يذر وأول من سيكتوي بناره هو من أشعله."