حامي الدين: شعبية "العدالة والتنمية" بخير رغم "الحملات الرخيصة" وقضية "زواج الوزيرين" ارتدت على الأقلام القذرة
الرباط، المغرب (CNN) -- اعتبر عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المغربي، عبد العالي حامي الدين، أن حدة الاستقطاب الذي يعرفه المشهد السياسي المغربي بين الأغلبية الحكومية والمعارضة، خلال الآونة الاخيرة، تفسرها "الوضعية المزرية" التي تعيشها أحزاب المعارضة، على بعد أشهر من الاستحقاقات الانتخابية البلدية.
وقال حامي الدين في حديث لموقع CNN بالعربية، إن الأجندة الانتخابية من جهة وبذور الانشقاق التي يعرفها حزبا المعارضة، الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، من جهة أخرى، فضلا عن التفاعل الواضح للرأي العام مع اختيارات الحكومة على عدة أصعدة، كما توضحه استطلاعات الرأي، عناصر جعلت أحزاب المعارضة تتعامل بتشنج و"نرفزة" مع الظرفية الراهنة.
ولاحظ القيادي البارز بالحزب "الاسلامي" الذي يقود الحكومة، أن هناك استهدافا ممنهجا لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يعكس "عقدة نفسية" لدى المعارضة ازاء نجاحه في التواصل مع الرأي العام، مستدلا على ذلك بوصفه بأنه من "أعضاء داعش، والموساد، وأنه يتصرف كهتلر أو القذافي...الخ".
وكان حامي الدين يعلق على أجواء من السجال الخطابي والحدة اللفظية غير المسبوقة في التعامل بين الحكومة والمعارضة في المغرب، سواء داخل البرلمان أو عبر المنابر الاعلامية.
ومن جهة أخرى، اعتبر الناشط السياسي أن قضية العلاقة بين الوزير السابق، حبيب الشوباني والوزيرة سمية بنخلدون ومشروع الزواج بينهما الذي شغل مساحات واسعة من النقاش العام، تم استغلالها بشكل "رخيص" في سياق هذا الاستقطاب. وقال ان الأمر يتعلق بنية زواج بين وزيرين، لكن فقط لأنهما ينتميان الى حزب العدالة والتنمية، فان جهات استغلت الحدث وأقامت الدنيا من خلال كيل الاتهامات واستخدام اسلوب الاثارة بل والمس بالأعراض.
ونفى حامي الدين أن يكون لموضوع الوزيرين الذين طلبا اعفاءهما من المنصب الوزاري تجنبا لإحراج الحكومة وحزبهما، أي تأثير على شعبية الحزب، بل بالعكس لاحظ أن "ثمة احباطا واسع النطاق من المتاجرة الرخيصة بهذا الموضوع على أيدي أقلام قذرة".
وفي أفق الانتخابات البلدية التي ينتظر أن تشكل امتحانا حاسما للحكومة، اعتبر قيادي "العدالة والتنمية" أن الحصيلة العامة ايجابية بالنظر الى الاكراهات الاقتصادية وتقلبات السياق الاقليمي والهزات السياسية التي واجهتها الحكومة بانسحاب حزب الاستقلال من التحالف فضلا عن "حملات اعلامية لا تساعد الناس على معرفة الحقيقة".
واستعرض جملة من انجازات حكومة عبد الاله بن كيران على غرار استعادة التحكم في التوازنات الماكر واقتصادية وبدء اصلاح صندوق الدعم العمومي للمحروقات وفتح النقاش حول اصلاح أنظمة المعاشات المهددة بالإفلاس، وسن تدابير مالية لفائدة الفئات الهشة.
وعن الاتهامات التي تنهال على رئيس الحكومة بعجزه عن ممارسة الصلاحيات التي منحها له دستور ما بعد الحراك المغربي، في ظل هيمنة للقصر على القرارات الاستراتيجية، فسر عبد العالي حامي الدين فلسفة ابن كيران بالعمل على تنزيل الدستور بطريقة توافقية وتفادي الصراع مع الملك في مرحلة "تأسيسية"، تمهيدا لدخول مرحلة أخرى ترتسم فيها بالضبط حدود تدخل كل طرف.
وخلص القيادي الحزبي الى أن رئيس الحكومة يحرص على التشاور والتعاون مع الملك حتى بصدد قرارات من صميم صلاحياته، من باب اللياقة وترسيخ الثقة، لأنه لا جدوى من الدخول في صدام لتنازع الاختصاصات، في مرحلة هامة من التاريخ السياسي للمملكة.