مُطارد القاعدة يشرح سبب اكتشاف كتابه بحوزة زعيمها الراحل ويقول لـCNN: بن لادن لم يستعجل قتال الشيعة وواشنطن كذبت حول حقيقته
لندن، بريطانيا (CNN) -- قال مايكل شوير، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والقائد السابق للوحدة المتخصصة بالبحث عن أسامة بن لادن بين عامي 1996 و1999، وقد وجد كتابه "غطرسة الإمبريالية" ضمن الكتب الإنجليزية التي كان زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، يمتلكها، إن القيادي الراحل كان يعرف بأن شوير أفضل من قرأ كتاباته وفهم مواقفه، مضيفا أن الإدارات الأمريكية المتعقبة كذبت على شعبها بعدم كشف حقيقة أهداف بن لادن.
وقال شوير، في مقابلة مع CNN ردا على سؤال حول رأيه بوجود كتابه بحوزة بن لادن مع أنه كان المسؤول عن مطاردته: "بن لادن تابع كتابي لأنني استمعت لما كان يقوله وفكرت به، وعبرت عن ذلك في كتبي التي دارت حول القاعدة وتحدثت فيها عن الربط بين المفاهيم والتصرفات عند التنظيم، وكيف أن القاعدة كانت تلتزم كثيرا بربط الأقوال بالأفعال، وأظن أنه ربما شعر بالارتياح بأن هناك في الغرب من كان يستمع لما يقوله ويحاول فهمه."
وتابع شوير بالقول: "اتضح أن الكتاب - الذي يستند إلى كلام بن لادن - يمكن اليوم قراءته من قبل الأشخاص الذين يكذب زعماؤهم عليهم حول دوافع أعدائهم. الأمر الوحيد غير العادي حول تلك الوثائق هو أنها تشير إلى دحض ما كانت تذكره إدارة بوش وكذلك إدارة أوباما حول دوافع العدو، وكذلك حول مستوى القيادة الذي كان بن لادن يتمتع به في تنظيم القاعدة، إلى جانب حقيقة أن التنظيم لم يكن يضمحل بل كان يكبر، ما يعني أن الكذب حول هذه المواضيع كان كبيرا."
وعن رأيه بزعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأن بن لادن والإسلاميين يكرهون أمريكا بسبب حرياتها العامة وطريقة عيشها رد شوير بالقول: "لقد قرأت جميع الوثائق التي نشرتها الأجهزة الأمنية الأمريكية من أرشيف بن لادن، ولم أجد حتى الآن ما يدل على أن دوافع مهاجمة أمريكا لها علاقة بوجود المرأة في مكان العمل أو بوجود الإباحية في مجتمعاتنا أو شيء من هذا القبيل، مثل الحريات والديمقراطية، هم بصراحة لا يكترثون البتة لطريقة عيشنا في أمريكا."
وأضاف: "الدافع وراء تصرفات بن لادن وأنصاره والذين يهاجمون أمريكا اليوم هو الرد على التدخل الأمريكي في العالم الإسلامي والدعم الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل والطغاة العرب، هذا هو بيت القصيد.. لقد قمنا بشيطنة بن لادن، ولا بأس بذلك، فمن السهل قتل شخص بعد شيطنته، ولكن علينا فهم طبيعة الخطر الذي يشكله، وأنا أراهن أنه ما من شخص في إدارتي أوباما أو بوش قرأ ما يقوله بن لادن لأنهم لا يجيدون القراءة."
وعن رأيه بما كان سيقوله أسامة بن لادن لو أنه شاهد الأوضاع اليوم بسوريا والعراق وإعلان داعش لقيام خلافة إسلامية رد شوير بالقول إن بن لادن أراد تأسيس خلافة إسلامية، وقد كان يؤمن أنها ستتشكل، ولكن لم يكن تواقا لتشكيلها مضيفا: "ما تظهره الوثائق أنه قد كان لديه خطة واضحة جدا، تنص أولا على طرد أمريكا من الشرق الأوسط، ومن ثم تدمير إسرائيل والطغاة العرب، وبعدها تصفية الحسابات مع الشيعة."
ولفت شوير إلى أن بن لادن لم يكن يريد تفجر النزاع المذهبي في وقت مبكر قائلا: "وقد كان مصدر قلقه الوحيد هو إمكانية وقوع المواجهة مع الشيعة قبل موعدها بحال قيام دولة خلافة قبل أوانها.. ما نراه اليوم هو كابوس بالنسبة لبن لادن، فالحرب بين السنة والشيعة قد قامت بالفعل."
وحول مدى صحة المعلومات عن وجود مواد إباحية بحوزة بن لادن ورأيه حول ذلك رد شوير بالقول: "أعلم أن هناك الكثير من المواد الإباحية بحوزة الإسلاميين، البعض يستخدمونها من أجل التحفيز الجنسي، ولكنهم ليسوا أغبياء، فهم يستخدمون بعضها من أجل إخفاء معلومات سرية في الأفلام والصور الخليعة وينقلون عبرها الخرائط والأوامر دون اكتشافها، لقد سبق أن صادرنا الكثير من المواد الإباحية من أشخاص قبضنا عليهم، وبعضها كان مجرد مواد خليعة، ولكن بعضها الآخر كان يحتوي على معلومات مخفية."