إيران تقيم مراسم "ولادة المهدي" ومقالات بوسائل إعلامها عن "طول عمره" وخطط "بني أمية والصهاينة والسلفيين والوهابيين"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ركزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية على مراسم ذكرى "ولادة المهدي" في البلاد، والذي يؤمن الشيعة بأن ولد قبل أكثر من 1200 سنة وغاب بعد ذلك ليعود فيظهر في "آخر الزمان" بخلاف التفسيرات السنية لظهوره، وتناولت التقارير الصحفية بعض القضايا المرتبطة بالمناسبة، في حين استغلت وسائل إعلام أخرى المناسبة لشن هجوم سياسي على مدارس فقهية إسلامية.
ففي صحيفة "كيهان" ورد مقال حمل توقيع "جميل ظاهري"، ذكر أن هناك "آيات مباركة وأحاديث نبوية شريفة كثيرة" تؤكد وجود المهدي وأنه "حيّ يرزق وقادم لا محالة لإنقاذ البشرية"، مضيفا أن هذا الاعتقاد بوجود "المنقذ والمصلح الكبير" قائم لدى البشر منذ أيام آدم، متهما الدولة الأموية بترويج فكرة "إنكار المهدي" ليستطرد بالقول أن هذا الأمر تلقى دعما من "الصهيونية العالمية" على حد تعبيره، دون توضيح كيفية ارتباط الأمرين رغم الفارق الزمني الكبير بينهما.
واستطرد المقال ليهاجم مدارس فقهية إسلامية أخرى بالقول إن كل المسلمين لديهم ثقة بالمهدي: "إلا من أعمى الله قلبه قبل بصره وهو المشهود اليوم في عالمنا الحاضر من الوهابيين والسلفيين والمنافقين والقاسطين والمارقين الذين ساروا على خطى أسلافهم اولئك الذين خططوا ’لسقيفة بني ساعدة‘ ونفذوها ودعموها" بإشارة منه إلى مبايعة أبوبكر الصديق بالخلافة بعد النبي، والتي ينتقدها بعض الشيعة.
وتابع المقال بالقول: "لقد كرس الحلف التكفيري - الصهيوني المشؤوم كل قواه الاعلامية والدينية بفتاوى الكذب والدجل والنفاق على تكذيب "ظاهرة المهدي.. خوفاً من أتباع الأمة لنهج أهل البيت" مضيفا أن هناك من "كبار علماء أهل العامة" بإشارة منه إلى رجال الدين السنة يؤمنون بهذا الأمر.
وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية من جانبها، كرست جزءا من تغطيتها لفعاليات الذكرى، ونشرت مقالا حول القضايا المرافقة لمسألة المهدي، فذكرت ردا على طول فترة غياب المهدي – وفقا للمعتقدات الشيعية – بالقول إن "طول عمر الإنسان لیس من الأمور المستحيلة" مذكرة بطول حياة النبي نوح قبل أن تضيف: "وعلى أساس التحقيقات العلمية التي قام بها علماء الطبيعة فقد ثبت إمكان أن يكون عمر الإنسان طويلاً" دون تقديم تفاصيل إضافية حول تلك التحقيقات.
وأضافت الوكالة أن معرفة سبب الغيبة أمر غير ضروري، معتبرة أن السبب الحقيقي سيظهر بعد عودة المهدي، علما أن قضية سبب الغياب كانت من بين المسائل التي بحثها الفقهاء الشيعة قديما وأعادوها لجملة أسباب متنوعة، علما أن السنة – بخلاف الشيعة – لا يعتقدون أن المهدي هو شخص محدد بعينه وقد ولد بالفعل.