رأي: هل تنجح استراتيجية "ضرب رأس الخلد" الأمريكية بمواجهة داعش والقاعدة وما المطلوب من السعودية والعرب؟
من مقال كتبه محلل شؤون الأمن القومي لدى CNN، بيتر بيرغن، الاستاذ في جامعة أريزونا ومؤلف كتاب "المطاردة: عشر سنوات من ملاحقة بن لادن من 11 سبتمبر إلى أبوت أباد."
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- على الرغم من احتفال أمريكا بنصرها الأخير، والذي أدى إلى مقتل القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، بسوريا، أبو سياف ومقتل قائد فرع القاعدة في اليمن، ناصر الوحيشي، وما قيل عن مقتل القيادي المتشدد في شمال أفريقيا، الجزائري مختار بالمختار، إلا أن واشنطن لا تزال تحاول إيجاد وتطبيق الاستراتيجية المثالية لإضعاف التنظيم بشكل قوي.
فسرعان ما تستبدل تلك التنظيمات قادتها بقيادات جديدة قادرة على ملء الفراغ، والدليل الأبرز على ذلك هو أبومصعب الزرقاوي، الذي لم يتسبب مقتله في انهيار تنظيم القاعدة بالعراق عام 2006، بل إن مقتل عدد ممن خلفه على رأس التنظيم لم يمنع استمراره وتطوره لاحقا ليتحول إلى تنظيم "داعش" الذي يشغل الآن العراق وسوريا، مع أن الضربات قد تكون عاملا مساهما في تحجيم التنظيمات، كما حصل مع القاعدة في باكستان.
ولكن إذا نظر الإنسان إلى الصورة الأكبر من ليبيا إلى اليمن، فسيرى أن المساحة التي باتت للمسلحين أصبحت كبيرة جدا بسبب فشل الوعود المبكرة للربيع العربي وما تبعه من فوضى وضعف أصاب الدول استفادت منه القاعدة وداعش.
أما الموقف الأمريكي فهو لا يقل تعقيدا، فواشنطن تدرب في سوريا المعارضة السورية التي تقاتل النظام السوري المدعوم من إيران، أما في العراق فهي تدرب الجيش العراقي الذي يتولى قتال داعش بدعم من إيران، وبالتالي فإن أمريكا توفر الدعم الفعلي لطرفي الصراع في العراق وسوريا.
هناك بعض من الأفكار التي قد تساعد الولايات المتحدة على إضعاف وتفكيك داعش والقاعدة وتفادي حروب أهلية طائفية. إحدى تلك الأفكار هو أن تصر الولايات المتحدة على دول الشرق الأوسط بأن تحد من تدفق المقاتلين إلى سوريا والعراق، كما فعلت السعودية. والسماح للقوات العسكرية الأمريكية، بالتصرف خارج حدود قواعد الاشتباك الحالية والسماح لمستشارين عسكريين بالتواجد مع القوات العراقية في الخطوط الأمامية والسماح لهم بإعطاء الأوامر للقصف الجوي.
وذلك إلى جانب زيادة عدد ضربات القصف الجوي في العراق وسوريا، وعدم تفكيك العراق إلى طوائف. وأن يقنع الإيرانيون حليفهم الأسد بالتنازل عن منصبه مع الحفاظ على جزء كبير من النظام، وبهذه الطريقة نكون أمام صفقة سياسية توفر شبكة أمان للعلويين والمسيحيين وسائر المؤيدين لنظام الحكم. وأخيراً أن تحد السعودية من حملتها الجوية العسكرية في اليمن.