الأردن يبدي تشددا حيال ضرورة التنسيق الروسي في الحرب على الإرهاب

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
صورة أرشيفية لمقاتلات روسية Credit: KIRILL KUDRYAVTSEV/AFP/Getty Images

عمان، الأردن  (CNN)-- انطوت زيارة وفد مجلس الاتحاد الروسي للعاصمة الأردنية برئاسة زعيمته فالنتينا ماتفيينكو الاثنين المنصرم، على رسائل سياسية حازمة في لقاءات تباحثية مع مسؤولين بارزين أردنيين، لم تخل من إظهار إصرار أردني على أهمية وجود تنسيق عسكري وأمني بشأن الأزمة السورية، وفقا لمصادر برلمانية أردنية.

محتوى إعلاني

الزيارة التي استمرت ليومين ورشحت عنها تصريحات بروتوكولية جددت التزام الأردن الرسمي بموقفه الثابت من حتمية دعم الحل السياسي في سوريا، وظفها الوفد الروسي لشرح مقتضيات التدخل العسكري في سوريا، فيما شكل بحث الملف الاقتصادي بندا ثانيا على الزيارة رغم أنها جاءت على هامش اجتماعات اللجنة الاقتصادية العليا المشتركة.

محتوى إعلاني

وتأتي هذه الزيارة التي التقت فيها ماتفيينكو العاهل الأردني ورئيسي مجلس الأعيان مجلس النواب (الأمة بغرفتيه) في الوقت الذي تتخوف فيه المملكة من استمرار الأزمة السورية وانعكاساتها السلبية لسنوات طوال مقبلة، بالتزامن مع تقاعس المجتمع الدولي في التزاماته الإغاثية للبلاد، كررها مسؤولون أردنيون وأمميون مؤخرا، ووسط معلومات راشحة من مصادر سورية معارضة عن تراجع مستوى التنسيق الأردني معها منذ شهر يونيو/ حزيران المنصرم، في الجبهة الجنوبية السورية المحاذية للحدود الأردنية الشمالية.

ولم تعلق الحكومة الأردنية على الزيارة باستثناء التصريحات الملكية الرسمية.

وفي السياق، كشفت مصادر برلمانية حضرت اللقاء، عن تشدد أردني حيال ضرورة التنسيق الروسي في الجانب العسكري مع الأردن ومن خلال التحالف الدولي بحسب عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني هايل الدعجة، على قاعدة مشتركة تحمل عنوان مكافحة الإرهاب، وفي مقدمته إرهاب تنظيم داعش، وعلى أساس التنسيق مع مختلف الجهات المنخرطة في الحرب على الإرهاب، دونما الاكتفاء بإطار المحاور الروسية.

وأبدى الجانب الأردني تمسكه بأهمية دعوة التنسيق وفقا للدعجة في حديثه لموقع CNN بالعربية، لضمان الأردن التزام روسيا بأهداف التدخل في سوريا الذي يساوره قلق غير معلن إزاءه، خشية ابتعاده في أهدافه عن الجماعات الإرهابية بالدرجة الأولى، فيما كانت الدعوة الروسية تحث على الانخراط في التنسيق عبر المركز المعلوماتي الواقع في العاصمة العراقية بغداد.

وفيما لم يعرف فيما إذا كانت الدعوة الروسية الدبلوماسية ستجد تجاوبا أردنيا رسميا مرتقبا، فقد استبعد من جهته الدعجة ذلك، مرجعا ذلك إلى حرص الأردن على مصلحته أولا، التي تقتضي توحيد جهود مكافحة الإرهاب، دون أن يتم الاستغناء عن "المعارضة المعتدلة"، بحسبه.

ويقول: "الزيارة حمل فيها الروس رسالة طمأنة أن العلاقات الثنائية قائمة رغم تباين المواقف السياسية من الأزمة السورية أو بمعنى آخر قد يكون لخطب ود الأردن ونحن كممثلين للسلطة التشريعية عكسنا موقفنا المنسجم مع الموقف الرسمي الذي يتمسك بالحل السلمي."

ولفة الدعجة إلى أن الوفد الروسي أبلغهم خلال اللقاء مع رئيس مجلس النواب الذي حضره، بأن التدخل في سوريا قد يستغرق أربعة أشهر، مشيرا الى أن ذلك يعني أن متغيرات كثيرة ميدانيا ستحكم تطورات المواقف السياسية أردنيا، استنادا إلى الموقف المبدئي.

ويؤكد الدعجة أن الأردن لن يتخلى عن التنسيق المشترك مع المعارضة السورية المعتدلة، وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قد اكد وفقا لوكالة  الأنباء الأردنية بترا، خلال لقائه ماتفيينكو، اعتزازه بالعلاقات المتينة بين الأردن وروسيا على مختلف الأصعدة.

فيما نقلت عن ماتفيينكو تأكيدها لما قالت إنه جهود روسيا لإيجاد حل سياسي في سورية، مؤكدة ضرورة تعاون المجتمع الدولي لمحاربة عصابة داعش، التي تمثل المشكلة الأولى للمنطقة والعالم.

نشر
محتوى إعلاني