محلل أمريكي لـCNN: نفوذ بوتين وخامنئي يتزايد مقابل تراجع سنّة تدعمهم أمريكا.. وموسكو تُغرق أوروبا باللاجئين

لندن، بريطانيا (CNN) -- وجّه ديفيد روثكوف، المدير التنفيذي ومحرر مجلة "فورين بوليسي"، انتقادات حادة إلى السياسة الأمريكية التي قال إن تعاني حالة شلل سمحت لإيران وروسيا بالاستفادة من الموقف لزيادة نفوذهما بالمنطقة مقابل تراجع القوى السنية التي تدعمها واشنطن، مضيفا أن بوتين يريد من خلال العمليات بسوريا الضغط على أوروبا بأمواج اللاجئين.

وقال روثكوف، في مقابلة مع CNN، حول العمليات العسكرية الروسية بسوريا: "الرسالة واضحة، روسيا وإيران تنظران إلى الولايات المتحدة وهي في موقف تراجعي وسياستها غير فاعلة وتحاولان التحرك قدما والاستفادة من ذلك لأن لدى الدولتين مصلحة مشتركة بضرب داعش ولاعتقادهما بأن بوسعهما تحقيق مكاسب جيوسياسية بالوقت الراهن مع حالة التلكؤ الأمريكية."

وعن إمكانية امتداد العمليات الروسية إلى العراق والهدف من ذلك قال روثكوف: "لا أظن أن هذا الأمر سيحل المشاكل لأنني لا أعتقد أن هدف الروس هو حل الأزمات. ما تحاول موسكو وطهران فعله هو إيجاد موطئ قدم ولعب دور في تشكيل النظام في دمشق أو امتلاك حق الفيتو على مستقبل النظام الذي قد يظهر بسوريا، إلى جانب القيام بدور مماثل بالنسبة للنظام في بغداد، وهذا سيمنح لروسيا وإيران النفوذ السياسي الذي تبحثان عنه بالشرق الأوسط."

وتابع بالقول: "روسيا ستستفيد أيضا لأنها ستبقي سوريا في مأزق واضطرابات ينتج عنها إرسال المزيد من اللاجئين إلى أوروبا وبالتالي ستتعزز مواقع القوى اليمينية في أوروبا وسيضعف الاتحاد الأوروبي نفسه، وهذا يصب أيضا بصالح روسيا، وبالتالي أظن أن أمريكا ترتكب خطأ باعتقادها أن أهداف روسيا في الشرق الأوسط مشابهة لأهدافها."

ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن القوى الديمقراطية وأمريكا "خسرت كثيرا بالسنوات الماضية" بينما سجل المرشد الإيراني، علي خامنئي والرئيس حسن روحاني "أكبر المكاسب وشاهدا تزايد نفوذ إيران العالمي مقابل تراجع نفوذ خصومهما من السنة المدعومين من واشنطن." مضيفا أن نفوذ بوتين نفسه يتزايد "رغم اختراقه للقانون الدولي مرارا وتكرارا" إلى جانب تزايد قوة جماعات مثل داعش، مختتما بالقول إن العالم "لا يعترف بالفراغ وستتقدم بطبيعة الحال قوى تقوم بملئه" على حد تعبيره.