مراسل CNN بن ويدمان يكتب من القاهرة: نظريات المؤامرة تتصاعد بعد سقوط الطائرة الروسية
مقال لمراسل CNN للشؤون الدولية بن ويدمان
القاهرة، مصر (CNN)-- ناصر، بائع الصحف ذو الذراع الواحد، يعرف أخباره.
عندما سألته في كشك له على الرصيف وسط حي المهندسين المزدحم، عما إذا كان يتابع أخبار تحطم طائرة "متروجيت"، أجابني على الفور بسؤال: "هل يتذوق الطباخ طبخه؟"
ولكن ناصر كان يأكل من نفس الوعاء الشعبي الذي يشاركه فيه كثير من المصريين اليوم: "حساء المؤامرة".
قال لي: "إن الأجانب يتآمرون ضد مصر لسنوات عديدة."
وبينما يستمر المحققون في سيناء بالبحث في حطام الطائرة الروسية التي سقطت في الـ31 من أكتوبر/ تشرين الأول، وأودت بحياة 224 شخصا، كشف الكثيرون في العاصمة المصرية عما تسبب في الحادث.
إذ أعلن مقدم البرنامج الحواري الصارخ على قناة الفراعنة، توفيق عكاشة أنه "بالطبع ما حدث للطائرة روسية كانت عملية استخباراتية أنجلو-أمريكية،" وأضاف بسرعة: "إذا كان هناك متفجرات على متن الطائرة."
وانتقد المسؤولون المصريون، ووسائل الإعلام الخاصة وتلك التي تديرها الدولة، المسؤولين الغربيين لترجيحهم أن قنبلة أسقطت الطائرة.
الشعاع فائق التكنولوجيا الغامض
ولكن ذلك لم يمنع الكثيرين من الإصرار على أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل كان لهم علاقة بالأمر.
وفي غرفة أخبار جريدة "اليوم السابع"، سارع رئيس التحرير التنفيذي، دندراوي الهواري، للدفاع عن مقال كتبه حديثا، مدعيا فيه أن واشنطن دبرت مؤامرة لإسقاط الطائرة، وذلك عن طريق شعاع فائق التكنولوجيا أو الليزر أو ربما صاروخ أُطلق من داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال إن كل هذا كان جزءا من المخطط الكبير، للسماح لإسرائيل بالسيطرة على أراض واسعة تمتد من النيل إلى الفرات.
ومثل الكثير من المصريين، قال إنه لا يمكنه فهم كيف استغرق مسؤولو الاستخبارات البريطانية أيام قليلة لتحديد أن قنبلة هي التي تسببت بتحطم الطائرة، في حين استغرقوا ما يقرب من 20 عاما لتحديد بالضبط كيف قُتلت الأميرة ديانا.
وتشير بعض نظريات المؤامرة الأكثر شيوعا حول مقتلها إلى مؤامرة تشمل أجهزة الأمن البريطانية، وهو ادعاء نفته سلطات الأمن البريطاني بشدة.
وبالطبع كانت حادثة وفاتها برفقة دودي الفايد، نجل محمد الفايد، المالك المصري السابق لمحلات "هارودز" الشهيرة في لندن. وهي مؤامرة أخرى من وجهة نظر مصرية.
والإعلاميون في التلفزيون المصري لديهم مجموعة متنوعة من التفسيرات حول الأسباب وراء رغبة الولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل في إيذاء مصر وقطاع السياحة.
وقال مقدم برنامج تليفزيوني، يدعى يوسف الحسيني، لجمهوره إن الهدف واضح: "إلحاق الضرر بالعلاقات المصرية-الروسية". وأضاف أن أولئك الذين يقومون بالضرر هم الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
الحبكة
بسمة وهبي، شخصية إعلامية أخرى، ظهرت على الهواء مباشرة من شرم الشيخ، ترتدي قميص علم مصر، تصاحبها الموسيقى الوطنية الحماسية في الخلفية. وكان تفسيرها لما حدث أنه كان جزءا من مؤامرة "لإجبار مصر على المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين".
وسألت ناشط المجتمع المدني المخضرم وناشر الصحف، هشام قاسم، لماذا يسارع المصريون إلى احتضان الظلام والمؤامرات الشريرة؟
رد علي قائلا: "هل سبق لك أن زرت ألبانيا؟ على مدار 60 عاما قيل لهم إن العالم كله كان يتآمر ضدهم.. وهو الطريق السهل، فكل شيء على ما يرام ولكن القوى الشريرة الخارجية تحاول عرقلة هذا البلد."
وفي هذا البلد الذي يملأه الفخر الوطني العميق، اقتراح تهريب قنبلة على متن الطائرة وأن الأمن في مطار شرم الشيخ به عيوب جسيمة وأن مصر تعاني من نتائج متباينة لسحق الجهاديين التابعين لـ"داعش" في سيناء، هي اقتراحات مؤلمة وتثير الكثير من الأسئلة المحرجة. نظريات المؤامرة بعيدة المنال مريحة أكثر.