خبراء لـCNN: بوتين يستخدم المادة 51 لتوسيع عملياته بسوريا.. وتدخله عسكريا في سيناء مستبعد
القاهرة، مصر (CNN) -- أثار إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن التحرك والبحث عن الجناة المتورطين بحادث تفجير الطائرة الروسية في سيناء، اعتماد على المادة 51 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة والمعنية بحق الدول في الدفاع عن نفسها، الكثير من التساؤلات، لاسيما الموقف من العمليات بسوريا والوضع في سيناء.
وتنص المادة 51 على أنه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة"، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا.
كما تنص بأنه "لا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق، من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه."
وقال الخبير في الشئون الروسية محمد فراج أبو النور، أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تتحدث عن حق الدول في الدفاع عن نفسها في حال وقوع عدوان، وأيضا إبلاغ مجلس الأمن بالإجراءات التي تتخذها وله أن يقرها أو يضيف إليها.
وأوضح أبو النور في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الرئيس الروسي تحدث عنها باعتبارها "تأكيد ودعم لحق روسيا في اتخاذ إجراءات عسكرية أشد عنفا ضد تنظيم داعش في سوريا، والتي تقوم بها بناء على موافقة من السلطات هناك. وأشار أن الأمر لا يتطلب القيام بعمليات أوسع خارج نطاق ذلك، كونها "أمور تتعلق بمواءمات دولية كثيرة،" غير أنه أوضح أن "استخدام روسيا لهذا الإعلان للتدخل في سيناء أمر غير وارد."
وأضاف أن أي انتقام من تنظيم داعش أو وما يدعي بولاية سيناء فإن الحكومة المصرية هي المعنية به باعتباره "حادثا وقع على أراضيها وأصاب أهم القطاعات لديها وهو قطاع السياحة،" كما أن الجيش المصري "قادر على هزيمة الإرهاب وبنتائج مشهود بها دوليا. وتابع بالقول: "لا أتصور في ظل علاقات وثيقة بين مصر وروسيا أن تقوم الأخيرة بأي عمل في سيناء أو أي من الأراضي المصرية."
وأشار الى استخدام الكثير من الدول لهذه المادة - من بينها فرنسا - لضرب معاقل داعش في سوريا من دون أن تشير إليها وأيضاً روسيا بموافقة السلطات هناك، كما استخدمت مصر هذه المادة "عند توجيهها لضربات لمعاقل داعش في ليبيا بناء على حدث إرهابي مروع" بإشارة إلى قتل العمال المصريين في ليبيا.
وأشارت نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية لـCNN بالعربية، إلى دعوة روسيا لمجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.
وقالت الشيخ إن الرئيس الروسي يستهدف تكثيف الوجود والحملات العسكرية في سوريا، وذلك بعد إعلان تنظيم داعش عن مسؤوليته المباشرة عن الحادث، وتهديده بأن روسيا "ستكون هدفا لهذه الجهات،" لكنها أوضحت أن السياسة الروسية تؤكد على الشرعية الدولية في تقنين تحركاتها، وبأن تكون في إطار من القانون.
أما قال الخبير العسكري، اللواء حمدي بخيت، فرأى أن روسيا بحديثها عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإنها "تفتح المجال أمام الجميع كافة الخيارات للتعامل مع قوة الإرهاب حتى وان لم يكن في مكان الهدف،" غير انه استبعد أن تقوم بعمليات في سيناء، وجزم بأن هذا الأمر، غير وارد.