الجوع يفتك بسكّان بلدة "مضايا" السورية وحملات واسعة تضغط باتجاه فك الحصار
دمشق، سوريا (CNN)-- الموت جوعاً، هذا ما انتهى إليه مصير ما يزيد على 11 شخصاً بينهم أطفالٌ وشيوخ من بلدة "مضايا" السوريّة المحاصرة، بينما فقد أحد الأطفال قدميه، وهو يجمع العشب للطعام، جرآء انفجار لغمٍ أرضي مزورع في المنطقة، بحسب إفادات مصادر داخل البلدة لـ CNN بالعربية.
ورجحّت المصادر ذاتها ازدياد عدد الوفيات التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيّام الأخيرة، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة لسكّان مضايا، حيث تعاني البلدة حصاراً عسكرياً محكماً يفرضه مقاتلو حزب الله والجيش السوري، أمِل السكان بحلحلته في غضون "48 ساعة" من تاريخ 28/12/2015، بحسب بنود تسوية أسفرت ذلك اليوم عن إجلاء مسلحين تحصنوا بـمدينة "الزبداني" (غربي دمشق) مع عائلاتهم، مقابل جرحى ونساء وأطفال وشيوخ محاصرون في "كفريا والفوعة" (ريف إدلب)، عبر الأراضي التركية واللبنانية.
اقرأ: 2015.. عامٌ أثقل كاهل السوريين بما يتجاوز حدود التعب
وأوضح مصدرٌ مطلّع على الشأن الميداني في المنطقة لـ CNN بالعربية، أنّ: "(رفض جيش الفتح) و(أحرار الشام) وفصائل مسلحةّ إسلامية أخرى فتح ممر للمساعدات الإنسانية بموجب هذه التسوية لقريتي (كفريا والفوعة) اللتين تحاصرناهما؛ أدى بالمقابل إلى عدم سماح القوات المحاصرة لـ(مضايا) بمرور المساعداتٍ إليها أيضاً."
هكذا تفاقم سوء الأوضاع، في البلدة المحاصرة الواقعة بريف دمشق الغربي على ارتفاع 1350م عن سطح البحر، والتي زاد النازحون من البلدات المجاورة كثافتها السكّانية، لتقارب اليوم 50000 نسمة، وصلتهم آخر المساعدات الإنسانية عبر الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قبل شهرين تقريباً، بمعدل سلّة غذائية واحدة لكل أسرة، ما أضطر السكان مؤخراً، تحت وطأة الحصار القاسي، لأكل "ورق الشجر، والقطط."
وأظهرت صورٌ مسربّة من "مضايا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي هول مأساة سكّانها، وأثر المجاعة على أجسادٍ هزيلةٍ لأطفال وشيوخ فارقوا الحياة، بينما يترقب آخرون المصير ذاته نتيجة استمرار هذا الوضع المأساوي الذي يزيده الشتاء القارس تعقيداً، تلك الصور المفجعة أثارت موجة استنكار وإدانة واسعة للحصار بين السوريين داخل البلاد وخارجها، على اختلاف اصطفافاتهم من الحرب، حيث أعيد نشرها عبر موقع "فيسبوك" مرفقاً بوسم "#مضايا_تموت_ جوعاً". كما انتشرت عرائض إلكترونية ومطالبات بفّك الحصار عن البلدة، ولفت أنظار العالم لهذه القضيّة، وحاجة السكّان الماسّة للمساعدات الإنسانية العاجلة، وانضم لهذه الحملات وسائل إعلام محلية في تطورٍ لافت، علّه يفلح بالضغط من أجل إنهاء هذه المأساة سريعاً، وعلمت CNN بالعربية أنّ ثمة مؤشرات للتجاوب مع تلك الضغوط والمطالبات خلال اليومين المقبلين.