نشطاء مغاربة يوّقعون عريضة احتجاجية ضد دعوة السيسي لزيارة بلادهم
إسماعيل عزام، المغرب (CNN)-- إثر تلقي الرئيس المصري دعوة رسمية من العاهل المغربي محمد السادس للقيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية، حسب ما نقله سابقًا المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف، وقع مئات من المغاربة عريضة احتجاجية ترفض الزيارة وتدعو إلى إلغاء هذه الدعوة بمبرر "قيام السيسي بانقلاب دموي في مصر".
وقالت العريضة المنشورة على موقع آفاز، والموجهة إلى الدولة المغربية، إن السيسي انخرط "في مسلسل من القمع والاعتقالات بدم بارد، إزاء الشعب وإزاء الصحافيين والحقوقيين، ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين ومنتهكا قيم الإنسانية أبشع انتهاك".
وتضيف العريضة: ""استقباله في بلدنا سيكون بمثابة التطبيع مع السيسي ومع نظامه، وسيكون قتلا في حد ذاته للشعب المصري الذي نتقاسم واياه طموحنا إلى أوطان سماؤها الحرية وأرضها الكرامة والعدالة الاجتماعية".
وقالت كريمة ندير، الناشطة الحقوقية المغربية التي كانت وراء إنشاء هذه العريضة:" أعتبر أن صعود عبد الفتاح السيسي على كرسي الرئاسة بمصر كان على إثر انقلاب عسكري. ومنذ توليه الرئاسة، انخرط ونظامه في مسلسل من الاعتقالات التعسفية والمحاكمات المفبركة والأحكام الجائرة راح ضحيتها المئات من معارضيه من أفراد وجمعيات ومن نشطاء حقوقيين وصحافيين".
وتضيف ندير لـCNN بالعربية:"إذ لم تستجب الحكومة المغربية والمؤسسة الملكية لهذا المطلب وتتراجع عن فكرة استقبال السيسي، فمن المؤكد أن الحقوقيين بالمغرب سيقومون بشكل احتجاجي ضد هذه الزيارة المرتقبة، يمكن أن تكون وقفة وطنية أو وقفات في مدن المغرب. وهذا أقل ما يمكن أن نقوم به كحقوقيين دعما وتضامنا للشعب المصري".
وتنتقد عدة تنظيمات حقوقية وسياسية نظام عبد الفتاح السيسي منذ صعود هذا الأخير وإنهاء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، إذ كانت أحزاب سياسية مغربية وجمعيات حقوقية وشخصيات معروفة قد وقعت العديد من العرائض التي تندد بالطريقة التي أسقط بها حكم الإخوان المسلمين وتعتبر ذلك "ضربًا للديمقراطية".
بيدَ أنه في الجانب الآخر، هناك مغاربة يعتبرون أن الزيارة المرتقبة للسيسي تبقى حدثًا عاديا بين الدولتين لا سيما بعد لقائه العام الماضي برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي يوصف بكونه قريبٌ من الإخوان المسلمين، إن على مستوى المرجعية الدينية أو على مستوى الخطاب السياسي، رغم النفي الرسمي لوجود أي علاقة مباشرة.
وتقول نورة الهدى البناني، طالبة طب،:" ما دام بنكيران قد جلس في طاولة واحدة مع السيسي، وما دامت العلاقة بين الدولتين لم تعرف أيّ اضطراب بعد انتخاب السيسي، فأين هو المشكل؟ صراحة أرى في رفض زيارة السيسي للمغرب ضرب من ضروب السكيزوفرينيا، فلو شاءت الديبلوماسية المغربية لقطعت صلتها به منذ انتخابه عوض زيارته وتزكيته والاعتراف به كرئيس رسمي لجمهورية مصر، لكن رأت في ذلك مصلحة للبلاد وتعزيزًا للعلاقات بين الدولتين".
وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، قد زار الجمهورية المصرية خلال الأسبوع الماضي، وسلّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية لزيارة المغرب، ممّا قد يجعل هذه الزيارة المرتقبة الأولى من نوعها منذ انتخاب السيسي رئيسًا لمصر، إذ إن اللقاءات التي جمعت السيسي بأطراف مغربية كانت كلها في مصر أو في بلدان أخرى.