بالصور.. أرجل السوريين تسابق الريح.. هكذا بدت أجواء سباق الماراثون الثاني في دمشق
دمشق، سوريا (CNN)-- على هامش يوميات الحرب، شارك مئات الشابّات والشباب السوريين، في النسخة الثانيّة من سباق ماراثون "سوريا إلنا"، يوم الأحد الذي نظمه نادي "الفيحاء" الدمشقي الرياضي، بمناسبة العيد الوطني السوري (ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السوريّة سنة 1946)
صخب المتنافسين الذين توافدوا إلى "مشروع دمّر" منذ الساعة الثامنة صباحاً؛ بعث الحياة باكراً في شوارع الضاحية الهادئة، والواقعة غربي العاصمة، وسط إجراءاتٍ أمنية ملفتة.
كلماتٌ بروتوكولية، وإرشادات لابدّ منها؛ أخرّت انطلاقة الماراثون قليلاً، لكنّها لم تخفف من حماسة المتسابقين، الذين أطلقوا أرجلهم للريح، مع إعطاء الشارة عند تمام الساعة التاسعة والربع، وتعيّن عليهم قطع مسافة ستة كيلومترات، قبل أن يبدؤوا بالتوافد تباعاً لنقطة الوصول خلال أزمنةٍ متفاوتة، أقصاها نصف ساعة تقريباً.
شارك في الماراثون 1300 متسابق، صنّفوا (ذكوراً وإناثاً) ضمن ثلاثة شرائح عمرية (دون الـ15، وفوق الأربعين عاماً)، إلى جانب فئة للرياضيين، ومنح الفائزون الخمس الأوائل عن مختلف الفئات؛ جوائز ماليّة أعلاها قيمة تقدّر بـ 40 دولاراً، وأخرى ترفيهيّة، بينما بلغ سعر بطاقة المشاركة بالسباق نحو ثلاثة دولارات.
بشير بكر (أحد عداّئي منتخب سوريا، ونادي الجيش) كان أوّل الواصلين لنقطة النهاية، وفاز بالمركز الأوّل عن فئة الرياضيين (الذكور)، واعتبر فوزه الذي بدا سعيداً به "جائزة ترضية،"عوضّته نوعاً ما عن خسارة فرصة تمثيل بلاده في "الأولمبياد العسكري" بأثينا 2016، حيث كان من المقرر سفره إلى اليونان قبل يومين، لولا أنّ "موظفي السفارة اليونانية ببيروت" طردوه ولم يسمحوا له بمقابلة السفير، رغم تلقيه دعوة رسمية، وحصوله على الفيزا، "لأنّه سوري" كما قال بكر لموقع CNN بالعربية.
وشهد ماراثون "سوريا إلنا" هذا العام أيضاً؛ مشاركة "ذوي احتياجات خاصّة"، تم تكريمهم جميعاً، وقوبلت مشاركتهم بحفاوةٍ كبيرة من جانب اللجنة المنظمّة.
المهندس خالد بصّال عضو مجلس إدارة نادي "الفيحاء"؛ قال في تصريح خاص لـ CNN بالعربية، إنّ الهدف الرئيسي للماراثون: "تعزيز التواصل الاجتماعي بين الشباب السوري، بما ينسجم مع أهداف النادي، كونه نادياً اجتماعياً رياضياً."
وأعرب عن سعادته بنجاح ماراثون "سوريا إلنا" الذي ينظّم للعام الثاني على التوالي: "ضمن إمكانياتٍ ماديّة متواضعة"، حيث تركزت جهود فريق العمل المؤلف من ستين لاعباً ومدرباً، حول "تلافي أخطاءٍ تنظيمية شابت النسخة الأولى للسباق العام الفائت."
وعزا بصّال عدم تجاوز عدد المشاركين الـ 1300 متسابق، رغم الاهتمام الكبير بالحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال تحضيراتٍ استمرّت قرابة شهرٍ ونصف، إلى "الظروف التي تمرّ بها البلاد."