بالصور في ذكرى 6 مايو.. "المرجة" في دمشق ساحة "الشهداء" والانتظار
دمشق، سوريا (CNN)-- بمناسبة الذكرى المئوية لشهداء "السادس من أيّار"، تأخذكم كاميرا CNN بالعربية إلى ساحة "المرجة"، لنستعيد بعضاً من ذاكرة المكان الذي شهد هذه المأساة، وكيف يبدو حاله اليوم؟
يروى المؤرخ قتيبة الشهابي في كتابه "ساحة المرجة ومجاوراتها في دمشق بين الأمس واليوم" أنّ هذه الساحة التي كانت تشكّل الوسط التجاري والإداري الرئيسي للعاصمة دمشق؛ تغيّر اسمها رسمياً لـ "ساحة الشهداء" في عهد حكومة الملك فيصل بن الحسين، الحكومة العربية الأولى التي تولّت إدارة الشام بعيد الاستقلال عن الدولة العثمانية بين عامي (1918 و1920)، تخليداً لذكرى "شهداء 6 أيّار 1916"، الذين أعدمهم أحمد جمال باشا الملقب بـ "السفّاح" قبل مائة عام، واعتبرت تلك المناسبة على مدى أجيال عيداً وطنياً، يحيي فيه السوريون واللبنانيون، ذكرى "شهدائهم"، ومنهم ضحايا "الحرب السوريّة" الحالية.
.ساحة الشهداء" اليوم، كما تبدو في الصور؛ غدت محطّة انتظار، ومتنفسّاً لعشرات العائلات من مهجّري الحرب، خاصّة أبناء محافظتي (دير الزور والرّقة) السوريتين، ومعظمهم يقيمون بالفنادق الشعبيّة المحيطة، التي أصبحت في حالة إشغالٍ تام.
حقائب معدّة للرحيل، تأملٌ في وجوه المارة، وصمت يقطعه أصوات لهو الأطفال، مع الحمام الذي يطيرُ، ويحطُّ على مدار اليوم في محيط الساحة، وربمّا وحده مَن بقي من "زينة المرجة" تلك الأهزوجة الشهيرة، التي خلّد بها الدمشقيون ذكرى يوم "6 أيّار" المشهود: "زينّوا المرجة، والمرجة لينا، شامنا فرجة، وهيي مزيّنة."
تظهر صور CNN بالعربية أيضاً بعض ملامح الساحة التاريخية، ومنها.
النصب العثماني التذكاري الشهير لـ "الاتصالات البرقية" بين دمشق والمدينة المنوّرة: "ووضع تصميمه الأصلي المهندس المعماري الإيطالي ريموندو دارونكو عام 1900، ونفذّته بالبرونز والحجر البازلتي شركة كروب الألمانية سنة 1905، وتم تدشينه بعد عامين في عهد الوالي حسين ناظم باشا، ويبلغ ارتفاع النصب 16 متراً، وتحيطه حديقة تعرضّت لعديدٍ من تبدلات التصميم، والتشكيل في عهودٍ متلاحقة، مع الإبقاء على جزءٍ مكشوف من نهر بردى."
و"بناء العابد": "الذي شيّده عزّت باشا العابد، وأشرف على تنفيذه المهندس الإسباني دارانده، وانتهى بناءه سنة 1910، واتخذته القوات العثمانية مقرّاً لها، خلال فترة الحرب العالمية الأولى بين عامي (1914-1918)."
وتذكر الروايات التاريخية أن أحمد جمال باشا "السفّاح"، شهد من شرفة هذا المبنى، قبل مئة عام، إعدام "شهداء 6 أيّار"، وهم: رشدي الشمعة، رفيق رزق سلوم، شفيق مؤيد العظم، شكري العسلي، عبد الحميد الزهراوي، عبد الوهّاب الإنكليزي، والأمير عمر الجزائري"، ونقشت أسماؤهم على أحد أوجه نصبٍ صغير، أقيم في زاوية الساحة، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وجدد منتصف التسعينيات.
تلك المعالم التاريخية التي لازالت تحتفظ بسحرها؛ ينتهك جمالها، إعلانات تستعطف العابرين للتبرع بالكلى، وآثار صور مرشحي مجلس الشعب الخاسرين، متحديّةً رغبة السلطان عبد الحميد الثاني، في تخليد ذكراه على لوحاتٍ رخاميّة تحيط بـ "خازوق المرجة" (التسمية الدمشقية الشعبية لنصب الاتصالات البرقية) من جهاته الأربعة.