الأردن يغلق مقر الإخوان التاريخي.. والجماعة: استهداف لإرث يخص كل الأردنيين والدولة لا ترغب بالحوار
عمان، الأردن (CNN)-- بعد 3 أشهر على بدء حملة إغلاق مقرات جماعة الإخوان المسلمين الأم التي تصفها الحكومة الأردنية بغير القانونية، أغلقت السلطات الرسمية، الأحد، المقر التاريخي للجماعة الذي افتتحه الملك المؤسس عبد الله الأول، بينما وصفت الجماعة الخطوة بأنها استهداف لإرث "يخص الأردنيين" قبل أن يكون للإخوان.
المقر الذي يعتبر رمزا سياسيا لتاريخ تأسيس الجماعة في البلاد عام 1945 كامتداد لفرع الجماعة في مصر، وتم افتتاحه في قلب العاصمة عمان في شارع السلط لم يكن خلال السنوات الأخيرة، سوى مقر "رمزي" دون أنشطة بحسب الناطق الإعلامي لجماعة الإخوان بادي الرفايعة، قائلا لـCNN بالعربية، إن "الإغلاق استهداف لإرث يتعلق بالأردن والأردنيين وليس فقط بالجماعة وهذا لن يؤثر على شعبية الجماعة وعلى جماهيريتها".
واعتبر الرفايعة أن هذه "الخطوة تشكل تصعيدا لما له من صلة رمزية تتعلق بالعائلة الهاشمية"، حيث افتتح الملك المؤسس عبد الله الأول المقر رسميا عام 1964، مشيرا إلى إغلاق مقرات للجماعة في أنحاء مختلفة من البلاد، ولكنه أكد تمسك الجماعة بلغة الحوار مع الدولة ومؤسساتها، معتبرا أن الدولة اليوم "هي التي لا ترغب بالحوار"، على حد تعبيره.
وأرجعت السلطات إغلاق المقر إلى فتحه مؤخرا من قبل أعضاء في الجماعة، بحسب محافظ العاصمة خالد أبو زيد، قائلا لـCNN بالعربية إن الإغلاق جاء بموجب القانون الأردني الذي يعتبر الجماعة "جمعية غير مرخصة"، ولفت إلى أن المقر شهد أنشطة على مدار الأيام السابقة ما دفع إلى إغلاقه.
ويعتبر هذا المقر هو التاسع بين أبرز المقرات التي أعلنت الحكومة إغلاقها، ضمن قرار يشمل جميع المقرات، بحسب تصريحات رسمية سابقة حكومية.
من جهته، اعتبر العين السابق عبد المجيد الذنيبات ومراقب عام جمعية جماعة الإخوان المسلمين المنبثقة عن الإخوان الأم والحاصلة على الترخيص العام الماضي، أن قرارات الإغلاق هي قرارات في محلها، وأنها ستعود بالكامل إلى "الجمعية المرخصة صاحبة الحق فيها".
وعما إذا ستطالب جمعيته بتسليم المقرات التي تم إغلاقها رسميا لها، قال لـCNN بالعربية: "نعم سنطلب المقرات وسنسلمها للإخوان المنخرطين في الجمعية".
وأطلق الذنيبات مبادرة قبل أيام دعا فيها كوادر الجماعة الأم إلى الانخراط في الجمعية المرخصة والتعهد بإجراء انتخابات داخلية للهيئات التنفيذية في إطار مصالحة جديدة، لم تلق تجاوبا لدى قيادة الإخوان.
وعن تأثير تأييده لإغلاق المقرات على تلك المبادرة، قال: "أبوابنا مفتوحة لمن يريد أن يضع أياديه في أيادينا نسير سويا وهذه المقرات والدور للإخوان ونحن إخوان". ويتمسك الذنيبات الذي تخوض جمعيته نزاعا قانونيا مع الجماعة الأم أمام القضاء الأردني، بفكر الإخوان دون أن يعتبر أن المس بالمقر التاريخي لرمزية الجماعة هو مس لفكر الجماعة، وقال: "نحن إخوان مسلمون وعلى عهد الإخوان المسلمين وعلى طريقهم ولا تختلف الصورة نفس الفكر والمنهج".