"تعرية سيدة المنيا".. البابا تواضروس يدعو لتجنب إشعال الفتنة.. والسيسي: حقوق المرأة المصرية ستبقى التزاما علينا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الخميس، إلى ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك وغلق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بأحداث محافظة المنيا لإشعال الفتنة.
وذكر موقع "بوابة الأهرام" المصري شبه الرسمي أن الأزمة اندلعت في قرية "الكرم" بمركز أبوقرقاص في محافظة المنيا، بعد حدوث مشاجرة بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية بسبب انتشار شائعة وجود علاقة غير شرعية بين شاب قبطي وسيدة مطلقة مسلمة، أسفرت عن حرق منزل أسرة الشاب المتهم وعدد من المنازل المجاورة. وتصاعدت بعد ادعاء تعرية سيدة مسيحية مسنة.
وقال البابا تواضروس، الموجود في النمسا حاليا، في بيان، إنه يتابع عن كثب ما تعرضت له سيدة مسيحية في المنيا ويطمئن على حالتها الصحية والنفسية، ويتابع أيضا أحوال المتضررين في الأحداث الأخيرة والخسائر التي لحقت بهم.
وأضاف البابا أنه يتابع الأمر باهتمام مع القيادات الامنية والسياسية حيث وعدوه بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة"، وتابع أن المسؤولين في الدولة أكدوا أن "الأم المصرية وأن صيانة شرفها واجب ومسؤولية الجميع".
وأفاد بيان من إيبارشية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس أن الأسقف العام "الأنبا مكاريوس قابل السيدة المسنة، التي تعرضت لإهانة بالغة، في قرية الكرم، وهي سيدة مسنة تقية مكدوده، تطل من عينيها نظرة أسى وأسف، ولكنها واعية ولبقة".
وأضاف البيان: "قالت وهي تغالب دموعها، أن الغوغاء قاموا بإخراجها من منزلها ثم تجريدها من ملابسها، وجرها في الشارع، والتعدي عليها بالضرب الوحشي، ثم طرحها أرضاً، لتحبو وتختبئ تحت عربة صغيرة حيت ألقت سيدة فاضلة ثياباً فوقها، فارتدتها بسرعة وتحاملت على نفسها لتهرب من الغوغاء وتستقل وسيلة مواصلات إلى المدينة"، وأشار البيان إلى أن السيدة نفت تعرضها للاغتصاب.
في الوقت نفسه، أكد الأزهر، في بيان، أن "أبناء مصر نسيج واحد لا يجب أن تؤثر فيه أفعال آحاد الناس ممَّن لا يحكِّمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة"، مشددا على رفضه وإدانته "لكل صور الإهانة والاعتداء من غير نظر إلى معتقد المعتدِي والمعتدَى عليه، ومهما كان سبب الاعتداء".
من جانبه، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى توجيهاته لكافة الأجهزة المعنية بالدولة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات في إطار سيادة القانون، ومحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة، وفق ما جاء في بيان للرئاسة المصرية.
وأكد السيسي أن "مثل هذه الوقائع المثيرة للأسف لا تُعبر بأي حال من الأحوال عن طبائع وتقاليد الشعب المصري العريقة"، وقال إن "المرأة المصرية العظيمة ستظل نموذجاً للتضحية والعمل من أجل رفعة مصرنا الغالية، وستبقى حقوقها وصيانة كرامتها التزاما علينا إنسانياً ووطنياً قبل أن يكون قانونياً ودستورياً".
في غضون ذلك، أوضحت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، أنه بتاريخ 20 مايو/ أيار الحالي، ولدى وقوع تلك الأحداث بادرت الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءاتها وضبط 5 متهمين وتقديمهم للنيابة العامة، مضيفة أن أجهزة البحث تكثف جهودها لضبط باقي المتهمين الهاربين وتقديمهم للنيابة العامة.