عودة الهدوء وانسحاب الأمن من بلدة ذيبان الأردنية بعد مواجهات بين الأمن وعاطلين عن العمل
عمان، الأردن(CNN)-- عاد الهدوء إلى منطقة ذيبان الأردنية التابعة لمحافظة مادبا (70 كيلومترا جنوب العاصمة) وانسحبت قوات الأمن منها بعد اتفاق رسمي جاء بعد مواجهات عنيفة تخللها إطلاق غاز مسيل للدموع ليل الخميس بين السلطات الأمنية، ومعتصمين عاطلين عن العمل بدأوا بالاحتجاج منذ شهرين، أسفرت عن اعتقال 26 منهم وإصابة ثلاثة من عناصر قوات الدرك بأعيرة نارية.
وامتدت المواجهات التي بلغت ذروتها ليلتي الأربعاء والخميس، إلى القرى المحيطة بذيبان التي تعتبر مركز انطلاق شرارة الحراك الشعبي في الأردن مع بداية الربيع العربي في المنطقة في 2011 وحول مركز محافظة مادبا، تفاقمت مع هدم السلطات الأمنية خيمة اعتصام للمحتجين الثلاثاء، تبعتها مزيد من الاحتجاجات ليل الخميس للمطالبة بالإفراج عن موقوفي الاعتصام.
وحملت الخيمة التي هدمتها قوات الدرك وسط انتقادات واسعة من الأوساط السياسية في البلاد، شعار "خيمة المتعطلين عن العمل...ابن الفاسد مستشار وابن الشعب على الدوار،" وأطلق عدة نشطاء وسم #ذيبان_تغضب.
وبحسب الرواية الرسمية، قال مصدر أمني في تصريحات لـCNN بالعربية، إن المواجهات تجددت ليل الخميس بعد صلاة التراويح حينما خرج 50 محتجا أثاروا الشغب في ذيبان وتمت تفرقتهم واعتقال أربعة منهم، مشيرا الى أن أحداث الشغب اتسعت مجددا في محيط مبنى المحافظة ولايزال الدرك يتعامل مع المحتجين.
ويأتي تجدد الشغب من قبل المعتصمين إثر عدم إفراج السلطات الأردنية عن الموقوفين، بموجب اتفاق تم بين وجهاء في مادبا ووزارة الداخلية الأردنية بحسب ما نقل ممثلون عن المعتصمين.
وداهمت قوات الدرك الثلاثاء موقع خيمة الاعتصام وازالتها بالقوة، وهي الخيمة التي بدأ الاحتجاج فيها قبل 59 يوما، بحسب الناشط محمد السنيد.
وتشهد الطرق الرئيسية بين مركز محافظة مادبا وذيبان، إغلاقات بالإطارات المشتعلة ومحتجين خرجوا إلى الشوارع.
وقال السنيد أحد القائمين على الاعتصام، إن هناك مواجهات "كر وفر" في محيط محافظة مادبا وأن الدرك استخدم الغاز المسيل بشكل مكثف بين الأحياء السكنية في بلدة مليح المجاورة لذيبان، وان هناك حالات اختناق بين السكان.
وأضاف موضحا: "هناك تواجد كثيف لقوات الدرك في محيط مليح المؤدية إلى ذيبان وهناك نحو ألف مواطن خرجوا لمنع الدرك من الوصول إلى ذيبان ويشهد حي الآثار في ذيبان استخدام غاز مسيل الدموع بكثافة لملاحقة محتجين."
ولم ينف السنيد إقدام محتجين على رمي الحجارة على قوات الدرك وإيقاع إصابات بينهم الخميس، قائلا إن الاحتجاج بدأ "سلميا لكن قوات الدرك بدأت بالمواجهة العنيفة"، بحسبه.
وكان جهاز قوات الدرك قد أصدر بيانا رسميا، أكد فيه الأربعاء وقوع ثلاثة إصابات بين عناصر الدرك بأعيرة نارية، ووصف المحتجين بالخارجين عن القانون، وسط تشكيك بحقيقة الاحتجاجات المطلبية المتعلقة بالعمل.
ونقلت وكالة "هلا أخبار" التي تعمل تحت مظلة القوات المسلحة الأردنية، عن مصدر رسمي ليل الخميس، تأكيده استمرار تعامل السلطات مع احتجاجات "ذيبان" ومع من وصفهم "هؤلاء الزمرة" ومن يقف وراءها من اصحاب الاجندات المغرضة التخريبية وأنهم معروفون لدى الاجهزة الامنية وستتم محاسبتهم وفقا للقانون.
وتضاربت تصريحات الرسميين والنشطاء حول القضية، بين التأكيد على توفير فرص عمل للمحتجين في بعض شركات القطاع الخاص، وبين رفض المحتجين لها ومطالبتهم بفرص في القطاع الحكومي، فيما يشكو بعض العاطلين المشاركين في الاحتجاجات من البطالة منذ 2006.