تجدد المواجهات في "ذيبان" الأردنية بين معتصمين وقوات الأمن
عمان، الأردن(CNN)-- ساعات قليلة وعادت المواجهات بين قوات الدرك الأردنية (مكافحة الشغب) ومحتجين في لواء ذيبان جنوب المملكة فجر السبت، بعد يوم من الهدوء المرحلي إثر تعهدات قطعتها الحكومة بتنفيذ مطالب المحتجين وإنهاء أزمة خيمة الاعتصام.
وقال الناشط محمد السنيد في ذيبان لموقع CNN بالعربية، إن الاشتباكات تجددت بسبب عودة قوات الدرك للبلدة بعد موعد الإفطار رغم انسحابها فجر الجمعة، وإفراج السلطات عن 16 موقوفا فقط من أصل 26، ما أثار حفيظة المحتجين.
ونقل موقع "هلا أخبار" التابع للقوات المسلحة الأردنية نهار الجمعة، عن مصادر تأكيدها أن عودة عربات من قوات الدرك إلى ذيبان (70 كيلومترا جنوب عمّان)، يأتي ضمن تبديل ورديات عمل الجهاز، إلا أن ذلك دفع بمحتجين إلى الاحتجاج مجددا.
وفي وقت لاحق من ليل الجمعة، أصدر المكتب الاعلامي للمديرية العامة لقوات الدرك، تصريحا قالت فيه إن مجموعة أشخاص قاموا برمي قنبلة مولوتوف على آلية درك ولاذوا بالفرار.
واكتفى البيان بالإشارة إلى أن نحو 20 شخصاً اقدموا على إغلاق طريق "المريجمة" أحدى الطرق المؤدية إلى ذيبان، بواسطة الحجارة والإطارات المشتعلة، وانها عملت على تفريقهم وفتح الطريق.
ولاحت بوادر عودة الاحتجاج في ذيبان منذ عصر الجمعة، حين أعلنت مجموعة من المعتصمين تشكيل لجنة ثلاثية اعتبرتها الممثل الوحيد عن المعتصمين، في الوقت الذي كانت سلسلة لقاءات قد عقدها رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي مع وجهاء في محافظة مادبا جنوبا ولواء ذيبان التابع لها، خرجت بالتوافق على تنفيذ مطالب التشغيل بالتدريج، وإطلاق سراح المعتصمين من غير المتورطين في إطلاق أعيرة نارية على 3 من عناصر الدرك الأردني.
وأكدت مصادر للموقع في وقت سابق، أن الاتفاق بين الوجهاء والجهات الرسمية، لم يشمل إطلاق سراح المتورطين في إطلاق العيارات النارية على قوات الدرك، وهو ما اعتبره المعتصمون، مخالفة لمطالبهم.
وكان تدخل رئيس الوزراء الأردني الملقي الجمعة قد نزع مرحليا، فتيل أزمة متصاعدة في اللواء، بعدما شهد على مدار الأيام الثلاثة الماضية مواجهات عنيفة بين عاطلين عن العمل وقوات الأمن الأردنية، بالتعهد شفويا لدى وجهاء اللواء بتنفيذ عدة مطالب في مقدمتها سحب المظاهر الأمنية التي نفذت فجرا، دون أن تبدد مخاوف متابعين من تجدد الصدام فيها لاحقا.
وفي تصريحات لموقع CNN بالعربية في وقت سابق الجمعة، أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة، إن الحكومة فتحت "حوارا" مع ممثلي لواء ذيبان وبدأت فعليا باتخاذ سلسلة إجراءات لحل الأزمة في مقدمتها البطالة.
وأوضح الوزير الذي حضر سلسلة من لقاءات حل الأزمة: "الحكومة معنية بحل المشكلة بالحوار وبالشكل القانوني والموضوعي والحوار يتطلب الهدوء والوقت، ولدينا ثلاثة جرحى من قوات الدرك.. نحن لسنا في معركة."
وكتب الناشط هشام سليمان الحيصه منشورا عل صفحته بفيسبوك "الحكومة ترفض إلا أن يختلط طعام أهل ذيبان بطعم الغاز المسيل للدموع فالهجمات من قبل الدرك اما على الافطار او السحور."
وانتقد نشطاء آخرين ما تردد حول إطلاق المحتجين هتافات تنال رموزا سياسية بارزة في البلاد، وهو ما نفاه بالمقابل نشطاء آخرين في حراك ذيبان للموقع.
وبدأ اعتصام العاطلين عن العمل منذ 60 يوما ببناء خيمة لنحو 24 عاطلا عن العمل، في الميدان الرئيسي لذيبان، قبل أن تهدم مرتين خلال الأيام الثلاثة الماضية، تبعها مواجهات عنيفة تخللها حرق محتجين لمنازل مسؤولين وإصابة 3 من عناصر الدرك.