أعلنت دعم جيشه أكثر من مرة.. لماذا تُراهن مصر على خليفة حفتر؟
منية غانمي، تونس (CNN)—"مصر تدعم الجيش الوطني الليبي ممثلا في حفتر لأنها ترى أن هذا هو الطريق الأمثل للتخلص من الإرهاب ودعم قيام ليبيا من جديد" ، " وجود مصر إلى جوارنا يبعث في نفوسنا الطمأنينة بأننا لسنا بمفردنا في هذا العالم" ، تصريحان الأول لعبد الفتاح السيسي والثاني للجنرال خليفة حفتر يعكسان العلاقة القوية الموجودة بينهما والتحالف بين الطرفين في إدارة الأزمة الليبية.
وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم الذي أكد أن أهم ما يدفع مصر لدعم جيش بقيادة حفتر هو أمنها القومي لأنها تمتلك حدود طويلة ومباشرة مع ليبيا ووجود داعش في درنة قرب حدودها حقيقة لن تقبلها مصر، مضيفا أن وجود الإخوان المسلمين فى ليبيا أمر يثير قلق الحكومة المصرية خاصة بعد اقتراب تحالفهم فى بتغازي ودرنة مع القاعدة وأنصار الشريعة المصنفة دوليا كجماعات إرهابية.
وأشار عبد القيوم في تصريح لـCNN بالعربية أن مصالح الجيش الذي يقوده حفتر تتقاطع بقوة مع مصالح الحكومة المصرية تحت عنوان الأمن القومي للبلدين والمنطقة، مشيرا إلى أن مصر وجدت نفسها فى وضعية مريحة "لأنها تدعم جيشًا وطنيًا يحارب جماعات مصنفة على أنها ارهابية".
وتعزز الدعم بين مصر وحفتر وتوطدت العلاقة بينهما منذ انطلاق عمليات الكرامة ضد الجماعات الإسلامية المتشددة في بنغازي، كما استفاد حفتر من توتر علاقة مصر بحكومة فجر ليبيا خاصة بعد ذبح 21 مصريا على شواطىء مدينة سرت وتدخل القوات المصرية لضرب مواقع داعش في مدينة درنة.
ولم يخفِ حفتر الدعم المصري له، إذ اعترف في عدة لقاءات صحفية بالمساعدات التي تلقاها جيشه من السلطات المصرية عندما قال إن مصر أمدته ببعض الدعم اللوجستي كالتموين، كما أكدت عدة تقارير تلقيه أسلحة وذخائر مصرية لاستخدامها في عملية الكرامة من بينها تقرير صدر عن الأمم المتحدة، ذكر أن مصر قامت بانتهاك الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا في عامي 2014 -2015.
الصحفي والكاتب الليبي محمد شوبار لم يستبعد أن يكون لمصر دور كذلك في التحركات الأخيرة التي قامت بها قوات حفتر ضمن ما أسمته عملية "البرق الخاطف"، وسيطرت خلالها على منطقة الهلال النفطي، مبينا أن مصر لها أطماع اقتصادية في ليبيا وتحاول ان يكون لها نفوذ في المنطقة، مضيفا انها لا يمكن ان تقدم مساعدات لحفتر وقواته خاصة عسكرية دون الحصول على ضمانات أو اتفاقيات تضمن مصالحها في ليبيا.
وكانت مصر قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري تأييدها التام لتحرك الجيش الذي يقوده حفتر نحو الهلال النفطي، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وتأمين الثروات البترولية.
وعقب سيطرة قوات جيش حفتر على منطقة الهلال النفطي، دعا المستشار القانوني للقوات صلاح عبد الكريم في مداخلة له على قناة مصرية، إلى ضرورة أن يستفيد الشعب المصري من النفط الليبي نظير المساعدات التي قدمتها القاهرة لعملية الكرامة التي يقودها حفتر، كما اقترح تصدير النفط إلى مصر بالجنيه المصري حتى لا تضطر لشرائه بالعملة الصعبة.
وفي هذا السياق، اتهم المحلل السياسي الليبي أسامة كوبار مصر والرئيس السيسي بدعم حفتر من أجل الاستفادة من الثروات الليبية كحل للأزمة الاقتصادية التي تعيشها القاهرة عن طريق ثروات ليبيا، مشيرا إلى أن تصريحات حفتر تدل على ذلك عندما قال إنه مع مصلحة مصر حتى وإن كانت ضد مصلحة ليبيا، معتبرا أن مصر ترى في خليفة حفتر الضامن لمصالحها في ليبيا.
وقال في حديث مع CNN بالعربية: "ما يفسر دعم مصر اللامتناهي للقوات التي يقودها حفتر يكمن فى الوضع الإقتصادى المصرى المزري و كيفية سيطرة مصر على شرق ليبيا و الاستفادة من النفط وغيرها من المعادن، مصر السيسى تبحث لها عن منقذ من الضائقة المالية التى تمر بها ولديها أطماع فى الشرق الليبي".
غير أن الصحفي المصري نائب مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية و المختص في الشأن الليبي أحمد ابراهيم عامر، عارض ذلك بشدة واعتبر أنها إشاعة يروجها تنظيم الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن دعم مصر للجيش الذي يقوده حفتر "لا يمكن أن يكون في إطار صفقة ولا يرتبط بأي أطماع مصرية في ليبيا، لأن مصر تعمل منذ الأزل على لم شمل العرب وليس على ابتزازهم".
وقال في تصريح لـCNN بالعربية إن "الموقف المصرى الداعم للجيش الليبى وإعادة بنائه ليس فى شخص المشير خليفة حفتر ولكنه دعم حقيقى للشعب الليبي واستقرار ليبيا لأن مصر يهمها استقرار ليبيا وعدم وجود الإرهاب على حدودها الغربية التي تبلغ 1115 كم"، مضيفا "أنه بحكم الجغرافيا والتاريخ والعلاقات الاجتماعية والتزاوج هناك ارتياح لدى الليبين فى التعامل مع المصريين".
وأضاف أن "أمن ليبيا من الأمن القومي لمصر كما هي تونس والجزائر وهي ترى في الجيش الليبي الذي يقوده حفتر ضمانة لاستقرارها لأنه جيش أثبت قوته في محاربة الارهاب خاصة في الشرق الليبي رغم حظر التسليح الدولي".