معركة الموصل: كيف يقاتل داعش للحفاظ على معقله بالعراق؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بعد مضي أسبوع على ابتداء معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم "داعش"، يحرز تحالف القوات المختلفة التي تحارب ضد التنظيم والتي تشمل قوات الأمن العراقية وقوات البشمرغة الكردية ومقاتلين من مليشيات مسلحة أخرى، تقدما أسرع من المتوقع في عليات الإطاحة بالتنظيم في ثاني أكبر المدن العراقية.
ولكن رغم جميع الإنجازات في الحرب ضد "داعش" في الموصل، والتي تشمل تحرير 78 قرية وقتل ما يصل إلى 800 مقاتل في التنظيم اعتبارا من صباح الاثنين، يحارب "داعش" بشراسة فيما يُرجح أنها آخر وقفة للتنظيم في العراق.
ويعتمد "داعش" في مواجهة التحالف الذي يتضمن 90 ألفاً من القوات الحكومية العراقية ومقاتلي البشمرغة الكردية وجنود الميليشيات غير النظامية، على تكتيكات الحرب غير المتناظرة لإلحاق الضرر بمعارضيها، وترويع المدنيين المحليين الذين يعانون منذ فترة طويلة.
ونعرض فيما يلي استراتيجيات التنظيم الحربية للحفاظ على قبضته على الموصل التي سيطر عليها لمدة عامين:
القنابل:
منذ معرفته منذ فترة طويلة أن التحالف في طريقه للموصل، كان لدى "داعش" متسع من الوقت للتحضير للهجوم، إذ على قوات التحالف التي تقترب من المدينة التنقل عبر طرق مليئة بالعبوات الناسفة، ودخول مدن حُشدت بالفخاخ المتفجرة التي أعدها عناصر التنظيم.
ووفقا لقيادة العمليات المشتركة العراقية، تم اكتشاف اثنين من المصانع لصنع القنابل خلال الأسبوع الأول من الهجوم، وما يقرب من 400 عبوة ناسفة فُجرت عن بعد من قبل قوات التحالف.
الهجمات الانتحارية:
أصبحت الهجمات الانتحارية، سواء عن طريق استخدام السيارات أو الشاحنات المفخخة، أو المسلحين الذين يرتدون أحزمة ناسفة واحدة من أبرز هجمات "داعش" المميزة، وشهدت فرق شبكة CNN على الأرض في العراق عدة محاولات ارتكاب هجمات انتحارية.
وقال مسؤولون عسكريون عراقيون، الاثنين، إن 127 سيارة مفخخة بالعبوات الناسفة تم تدميرها في الأسبوع الأول من المعركة. وقدم مسؤولون في البيشمرغة لـCNN نظرة عن كثب على حزام ناسف تم استرجاعه من أحد مقاتلي "داعش" ونزع فتيله قبل أن يتم تفجيره، وهو عبارة عن صدوق مليء بمتفجرات "C4" ومئات من محامل الكريات تم وضعها في حقيبة تُحمل على الظهر.
الأنفاق:
تُعد الأنفاق جزءاً رئيسياً من استراتيجية "داعش" الدفاعية، إذ أسس شبكة معقدة من الأنفاق في المدينة والبلدات المحيطة بها. وتُخفي هذه الشبكة المقاتلين وتسمح لهم بالفرار والاختباء ونقل المعدات والأفراد دون أن تكتشفهم طائرات التحالف. وشاهدت فرق CNN على الأرض في العراق خروج مقاتلي "داعش" المفاجئ من تحت الأرض لإطلاق النار على قوات التحالف.
هجمات الإلهاء:
ومع اقتراب قوات التحالف من الموصل، شن "داعش" هجمات مفاجئة في أجزاء أخرى من البلاد، في محاولة لتشتيت انتباه قوات التحالف وشغل اهتمامهم ومواردهم في مكان آخر. إذ شنت بعض خلايا "داعش" النائمة هجوما مفاجئا على الرطبة، وهي بلدة في محافظة الأنبار على بعد مئات الكيلومترات من مدينة الموصل.
الدروع البشرية:
هناك أيضا مخاوف من أن الجماعة الإرهابية تستهدف السكان المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية ضد زحف قوات التحالف، كما فعلت في معارك سابقة في العراق.
وقال مصدر في الاستخبارات العراقية لـCNN إن ه تم إعدام 284 رجلاً وصبياً في الموصل يوم الخميس والجمعة، بعد أن استُخدموا كدروع بشرية، ويُشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة ذلك التصريح.
طائرات بدون طيار:
في حين لا تقدم أي رد يُذكر على القوات الجوية للتحالف، إلا أن الطائرات بدون طيار تسمح لـ"داعش" التحليق فوق خصومه وإسقاط متفجرات بدائية أو التعرف على مواقع المدفعيات.
إشعال الحرائق السامة:
يُحرق "داعش" أيضاً في آبار النفط في المناطق الغنية بالنفط، في محاولة لصد فعالية قوات التحالف الجوية عبر تعتيم مجال الرؤية لديهم. واستخدم عناصر "داعش" المتفجرات والنفط ليضعوها في ودائع الكبريت في مصنع للكبريت بالقرب من القيارة الخميس الماضي، واستمر الحريق لعدة أيام، ونشر انبعاثات سامة في الهواء ما اضطر المئات لتلقي العلاج الطبي، وعقّد العمليات العسكرية في المنطقة.