معركة الموصل تدخل أسبوعها الثاني.. إليك كل ما تحتاج معرفته

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: Bulletin/AFP/Getty Images

إربيل (CNN)-- في الأسبوع الأول من حملة تحرير الموصل من تنظيم "داعش"، شن عناصر التنظيم عشرات الهجمات الانتحارية بالمركبات المفخخة، وتلك التي نجحت تسببت في إسقاط العديد من الضحايا. ويتخدم "داعش" كامل ترسانة أسلحته من القناصة والفخاخ وشبكة من الانفاق لإعداد الكمائن.

محتوى إعلاني

في بعض المناطق، تطلب تحرير القوات العراقية والقوات البشمرغة لبعض القرى أياماً طويلة، ولكن تلك القوات أحرزت تقدماً ملحوظاً، وسيطرت على المئات من الكيلومترات المربعة في الشرق والشمال والجنوب. أغلب ذلك التقدم كان عبر سهل نينوى إلى شرق الموصل، وهي منطقة هجرها سكانها الذين ان أغلبهم من المسيحيين بعدما سيطر "داعش" على الموصل في يونيو/ حزيران 2014. ودعمت القوات التي تتقدم نحو الموصل غارات مكثفة، والتي تُعد الأكثر كثافة منذ بدء الحملة ضد "داعش".

محتوى إعلاني

بدأ بعض الناس في العودة لمساكنهم ليروا ما حدث لبلدانهم بعد سيطرة "داعش" عليها لمدة عامين. في بلدة برطلة، دق جرس الكنيسة من جديد، وفحص القس تدنيس شواهد القبور. ولكن الناس لا تستطيع العودة بسبب خطر الفخاخ وتدمير الخدمات الأساسية.

قال رجل يغادر قريته لشبكة CNN: "لا نستطيع العيش هنا، لا يوجد ماء أو كهرباء، والأضرار لحقت كل شيء وتوجد متفجرات في كل مكان."

القوات تقترب من الموصل

أصبحت القوات التي تحارب ضد "داعش" على بعد حوالي 7 كيلومترات من ضواحي الموصل. وبدأت قوات البشمرغة بحفر خندق طويل وساتر لتحديد خطها الأمامي في المواجهة. وسيبقى الأمر في يد باقي الوحدات العراقية لنقل القتال إلى داخل المدينة، وستكون تلك المعركة أصعب في بيئة حضرية كثيفة، والتي قضى "داعش" عامين يعززها وحيث سيُستخدم المدنيون كدروع بشرية لإرغام القوات التي تحارب التنظيم على عدم تنفيذ غارات جوية حفاظاً على أرواحهم.

ولكن إحراز تقدم من جنوب الموصل كان أصعب على القوات العراقية والبشمرغة، القوات العراقية تتقدم من نهر دجلة، وقالت، الاثنين، إنها قريبة من بلدة حمام العليل، التي تقع بالقرب من النهر على بعد 20 كيلومتراً من جنوب الموصل، وزاد من صعوبة التقدم إشعال التنظيم لحرائق في آبار النفط ومصنع للكبريت.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، إنها تساعد في معالجة أكثر من ألف حالة من الاختناق إثر الدخان الذي تصاعد إثر احتراق مصنع الكبريت.

يقوم "داعش" بكل ما في وسعه لتعقيد أرض المعركة عبر شن هجمات مفاجئة في أجزاء أخرى من البلاد، في محاولة لتشتيت انتباه قوات التحالف وشغل اهتمامهم ومواردهم في مكان آخر. إذ شنت بعض خلايا "داعش" النائمة هجوما مفاجئا على الرطبة، وهي بلدة في محافظة الأنبار على بعد مئات الكيلومترات من مدينة الموصل.

وخدم الهجوم الذي شنه "داعش" على مدينة كركوك، الجمعة الماضية، غرضاً آخر: زرع الشكوك بين الأكراد والعرب في المدينة، إذ زعم بعض المسؤولين الأكراد أن العرب السنة بين السكان المشردين في كركوك ساعدوا مسلحي التنظيم في التسلل إلى المدينة.

واختبأ مقاتلو "داعش" أيضا في القرى بينما مرت وحدات الجيش، وفي إحدى القرى، بالقرب من آثار نمرود القديمة، شاهد المقاتلون استقبال السكان المحليين للقوات، وعندما تحركت القوات، ظهر المسلحون وقتلوا 40 شخصا ممن "تجرأوا على الترحيب بالتحرر."

مقاومة داخل الموصل

وفرّت مكالمات هاتفية سرية من داخل الموصل بعض المعلومات التي تُفيد بأن هناك بوادر مقاومة علنية لـ"داعش". وقال شهود عيان داخل المدينة لـCNN، الاثنين، إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين عشية وضحاها في حي وادي هاجر واستمرت لمدة ساعة، وفي وقت لاحق، اعتقل "داعش" عدداً من الناس في المنطقة، التي تقع على المشارف الجنوبية للموصل.

لا توجد وسيلة للتحقق من صحة التقرير، ولكن إذا كان هذا صحيحا فإنه سيمثل مقاومة أكثر جرأة من الاغتيالات المتفرقة حتى الآن. وقال مصدر لـCNN إنه يتوقع المزيد من المقاومة مع اقتراب الهجوم على أبواب المدينة.

وحذر "داعش" المدنيين في الموصل من أن أي شخص يُقبض عليه وبحوزته هاتف محمول سيتم إعدامه دون محاكمة، وأخبر السكان أن عناصره سيقاتلون حتى الموت، حتى وهم يرسلون عائلاتهم للتحرك عبر الصحراء باتجاه سوريا.

وهناك أدلة تدعم ذلك. إذ يغادر مدنيون الموصل، وفر معظمهم نحو أجزاء يسيطر عليها "داعش" غرب العراق. إذ قال الشيخ عبدالله الياور، زعيم قبلي في بلدة ربيعة في محافظة نينوى غرب الموصل بالعراق، لشبكة CNN، الاثنين، إن المئات من المدنيين ومقاتلي تنظيم "داعش" يفرون من الموصل والمناطق المجاورة ويعبرون إلى سوريا عبر بلدة بعاج العراقية، وهي معبر يتحكم به داعش يقع جنوب سنجار.

وأضاف الياور أن جميع تلك المناطق تحت سيطرة "داعش"، وأن العشرات من عائلات التنظيم تهرب كل يوم، ووفقا لمصادر على الأرض، أغلبها عائلات قياديين كبار في التنظيم.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

قبل تحرير الموصل بفترة طويلة، تمحور الاهتمام حول "اليوم الذي يلي ذلك". إذ قال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، خلال زيارته للمنطقة في عطلة نهاية الأسبوع، إنه يفكر بالفعل في الحاجة الماسة لتحقيق الاستقرار في مدينة الموصل.

وأضاف كارتر: "من المهم جداً.. أن تحافظ قوات الأمن على السلام.. نحن بحاجة للتأكد من ألا تتأخر الحملة غير العسكرية بعد حملة التحالف العسكرية." تشمل تلك الحملة غير العسكرية جهوداً لجعل الموصل مكاناً يصلح للعيش فيها مرة أخرى، وجعلها خاضعة لسيطرة الحكومة. ويُمثل دمج مختلف الميليشيات التي ظهرت منذ سقوط الموصل تحت سيطرة "داعش"، وتأسيس حكومة أفضل في المدينة، تحديات كبيرة تضاهي أهمية تحرير المدينة في المقام الأول.

ويتحدث مسؤولون أمريكيون وعراقيون حول تأسيس ثمانية مناطق في الموصل وحولها تخضع للحكم الذاتي. ومنذ تمرير الدستور العراقي الجديد، كان هناك الكثير من الكلام حول الحكم الذاتي المحلي، ولكنه نادرا ما تم تنفيذه فعلياً.

للعديد من المراقبين، ستكون الموصل اختبارا لمدى قدرة العراق بما فيه من طوائف وجماعات قبلية وعرقية مختلفة على التعايش بسلام إن لم يكن بانسجام.

نشر
محتوى إعلاني