بيان البرادعي يثير جدلا حادا بين مؤيدي ومعارضي السيسي والإخوان قبل 11 نوفمبر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثار الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، جدلا حادا في مصر، بعد بيان أصدره، الثلاثاء، عن موقفه من أحداث 3 يوليو عام 2013 وفض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين.
وقال البرادعي، في بيانه، إنه فوجئ في اجتماع القوات المسلحة المصرية مع القوى السياسية، في 3 يوليو، باحتجاز الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد احتجاجات 30 يونيو، مما جعل خيار الاستفتاء على إجراء انتخابات مبكرة مستبعدا.
وأضاف أن "خارطة الطريق تمت صياغتها في عجالة"، وتابع: "بالرغم من التوصل إلى تقدم ملموس نحو فض الاحتقان بأسلوب الحوار، فقد أخذت الأمور منحى آخر تماما بعد استخدام القوة لفض الاعتصامات وهو الأمر الذي كنت قد اعترضت عليه قطعيا في داخل مجلس الدفاع الوطني، ليس فقط لأسباب اخلاقية وإنما كذلك لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها كان يمكن أن تنقذ البلاد من الانجراف في دائرة مفرغة من العنف والانقسام وما يترتب على ذلك من الانحراف بالثورة وخلق العقبات أمام تحقيقها لأهدافها".
وأرجع البرادعي سبب استقالته إلى "الانحراف عن مسار الثور"، وقال: "كان من المستحيل علي الاستمرار في المشاركة في عمل عام يخالف كل قناعتي ومبادئي وخاصة قدسية الحياة وإعلاء قيمة الحرية والكرامة الإنسانية"، مشيرا إلى الهجوم الإعلامي الذي تعرض بعد الاستقالة "وحتى الآن"
ورأى البرادعي أن "هذا التوضيح الموجز في الوقت الحالي قد يكون مفيدا لسرد بعض الحقائق ووضعها في سياقها السليم، بعيدا عن الإفك والتزوير"، وأكد أن رأيه "كان وما زال هو أن مستقبل مصر يبقى مرهونا بالتوصل إلى صيغة للعدالة الانتقالية والسلم المجتمعي وأسلوب حكم يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلم والعقل".
وأثار بيان البرادعي وموعد إصداره بعد أكثر من 3 سنوات على تلك الأحداث، موجة من الجدل الحاد وسط مؤيدي ومعارضي الرئيس عبدالفتاح السيسي وأيضا مؤيدي ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين.
ونشر أيمن نور رئيس حزب "غد الثورة"، عبر حسابه على تويتر، مقتطفات من بيان للحزب، اعتبر فيها أن "شهادة الدكتور البرادعي حول الخداع وتعمد العنف واختطاف الثورة تؤكد: (أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي)". وأضاف: "يثمن غد الثورة ما ورد من حقائق هامة في بيان الدكتور محمد البرادعي، آملين تفهم الجميع لأهمية الاصطفاف الوطني ولم شمل شركاء يناير".
وقال جمال عيد، مدير "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" والمعارض لنظام السيسي، عبر حسابه على موقع تويتر:"لماذا تأخر نشر هذا البيان 3 سنوات، ولماذا لم تنشره فور رحيلك؟ وماذا فعلت غير التغريدات لمقاومة الديكتاتورية؟ نحترمك لكنك أخطأت".
وقال عضو البرلمان السابق محمد العمدة، الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، إنه "عندما يصدر البرادعي بيان براءته من الانقلاب بعد ثلاث سنوات من وقوعه فهذا يعني أن أمريكا تعيد تلميع أحد رجالها تحسبا لنتائج ثورة الغلابة"، في إشارة إلى دعوات للاحتجاج ضد السيسي في 11 نوفمبر الحالي.
من جانبه، قال النائب البرلماني والإعلامي مصطفى بكري إن البرادعي كان يعلم باحتجاز مرسي قبل اجتماع 3 يوليو، وزعم بكري، في مداخلة هاتفية ببرنامج على قناة الحياة "الحياة" أن البرادعي "كان له 3 شروط أساسية كانت محور خلافه مع الدولة المصرية، الشرط الأول أن يقيم في قصر القبة والشرط الثاني أن يسير في موكب يعادل موكب رئيس الجمهورية المؤقت أما الشرط الثالث فكان أن يستلم راتب يومي 10 آلاف جنيه الأمر الذي رفضته القيادة فقرر الاستقالة".
ونفى عضو مجلس النواب محمود بدر، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، ما ذكره البرادعي عن رفض عزل مرسي أو احتجازه، وقال بدر، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج على قناة "النهار"، إن "البرادعي طلب منه لقاء كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وقتها، لإقناعها بأن الإخوان مسلحين، وأن لديهم سلاح في اعتصام رابعة".
وقال محمد عبدالعزيز أحد مؤسسي حركة "تمرد" عبر "تويتر": "طيب بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو أقول بضمير مستريح إن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب وليس حتى خلاف في الرأي معه، لا كذب بمعنى كذب".
وفي تدوينه مطولة عبر فيسبوك، قال عبدالعزيز: "إذا كان البرادعي لديه كل هذه (الحقائق) من وجهة نظره لماذا لم يكتبها في نص استقالته ولماذا تذكرها فجأة في الأول من نوفمبر 2016 !!.. خاصة قبل دعوات 11-11 مثلا.. هل يمكن اعتبار هذا الأمر طبيعي إذا فكرنا بالعقل وباي درجة بسيطة من المنطق!!"
من جانبه، كتب الناشط السياسي شادي الغزالي حرب، عبر حسابه على تويتر: "بتوع تمرد؟!!
انتوا بجد؟!!! وانتوا اللي بتكذبوا البرادعي؟!! يعني متوقعين مستوى ذكاءنا قد إيه بالظبط؟!! ولا انتوا بتكلموا كتائب #السيسي؟".