بوتين يختبر ترامب بصب حمم الجحيم على حلب.. كيف سيتصرف الرئيس؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: afp/getty images

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فإن مشكلة "ساعة الصفر" المحددة ضد الأحياء الشرقية من مدينة حلب عبر التلفزيون السوري هي "لحظة حقيقة". موسكو ربما تريد استخدام هذه "اللحظة" التي يكون فيها الرئيس المنتخب في مرحلة لا يمكنه فيها التصريح بوضوح حول سياسته الخارجية وبالتالي تتمكن هي من اختبار ردود فعله.

محتوى إعلاني

سيكون أمام الإدارة الأمريكية الجديدة بعد تسلمها لمهامها في 20 يناير/كانون الثاني المقبل خيار من اثنين. الأول هو الرد الجمهوري التقليدي على التحركات الخارجية الروسية، والمتمثل بإدانة شديدة تشبه ما يفعله السيناتور الجمهوري، جون ماكين، بردوده على أي تقارب محتمل بين موسكو وواشنطن.

محتوى إعلاني

وقد قال ماكين بوضوح الثلاثاء: "على أقل تقدير فإن ثمن أي بداية جديدة للعلاقات بين روسيا وأمريكا سيكون قبول المجازر التي يرتكبها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس السوري بشار) الأسد بحق الشعب السوري، وهذا ثمن لا يمكن لدولة عظيمة أن تدفعه" مشددا على ضرورة أن تقف أمريكا ضد الطغيان في أي مكان بالعالم.

الخيار الثاني هو أن "يبيع" ترامب لناخبيه فكرة أنه يؤسس لعلاقة ندية مباشرة مع بوتين يمكنها أن تؤسس لتحسين العلاقات بين البلدين وحل المشاكل بينهما. هذا الخيار سيظهر من خلال "إدانة هادئة" من ترامب لقصف المدينة التي يخضع عشرات الآلاف من المدنيين فيها لحصار قاس وما قد يقود إليه ذلك من تغيير حاسم في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في المدينة، ويتبع ذلك "قبول" أمريكي لوجود روابط بين بعض المقاتلين في حلب وبين التنظيمات الجهادية وأن طردهم من شرق المدينة سيساعد على "توضيح خريطة الصراع بين المعارضة والسلطة" في سوريا رغم الكلفة البشرية العالية لذلك.

طبعا سيجر الخيار الثاني حملة إدانات ضد البيت الأبيض حول العالم، ولن يقتصر الأمر على حلفاء أمريكا، بل وحتى على النخبة السياسية داخل أمريكا نفسها، وصولا إلى نائب الرئيس، مايك بينس، الذي سبق له أن وصف بوتين بأنه "زعيم صغير ومتنمّر."

ولكن في جميع الأحوال، فإن الشهرين المقبلين يقدمان لموسكو - التي لم تكن سابقا بهذا الاندفاع في مغامرات خارجية كما لم تكن سابقا أكثر توقا لصرف الأنظار عن أزمتها الاقتصادية – فرصة نادرة. الرئيس المقبل للعالم الحر، والذي لم يقدم الكثير من الوعود الخارجية باستثناء الصداقة مع إسرائيل وإمكانية إعادة النظر بالاتفاق النووي مع إيران، ليس لديه حتى هذه اللحظة إشارات واضحة حول توجهات سياسته الخارجية وطرق التعامل مع التحديات.

موسكو تعرف كيف سيكون الرد العملي من البيت الأبيض حاليا، والذي لن يخالف أبدا عن طبيعته خلال السنوات الماضية، ولكن الفرصة الحالية تتيح لهم اختبار الرد عبر سلاح الموقف السياسي من الإدارة الأمريكية المقبلة التي ستكون حليفة لها أو على طرف النقيض من ذلك. أما بالنسبة لسكان حلب، فسيعني ذلك لعنة تنصب عليهم على شكل أسابيع من الرعب المتصاعد.

نشر
محتوى إعلاني