الأمير تركي الفيصل متذكرا والده: قوات الإمام ظنت جيشه محاطا بالجن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عرض الأمير تركي الفيصل بعض ذكرياته عن والده الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك خلال معرض في "جامعة الجوف" بالمملكة مخصص لذكرى العاهل الراحل، قدم خلالها تفاصيل طريفة عن الملك فيصل تتعلق بأسلوب تعامله مع البريطانيين في شبابه، إلى جانب تفكيره العسكري خلال المواجهات التي دارت بين السعودية والمملكة اليمنية آنذاك.
صحيفة "مكة" السعودية الواسعة الانتشار نقلت جوانب من محاضرة الأمير تركي الفيصل عن والده الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، بينها تذكره لبعض اللحظات الطريفة أو الغريبة في سيرته، ومنها تركه لبريطانيا متوجها إلى فرنسا لحضور مؤتمر الحرب العالمية الأولى بعدما لم تعجبه طريقة الاستقبال البريطاني له، ما دفع البريطانيين إلى اللحاق به وتمني عودته، معتبرا أن والده بذلك "لقنهم درسا بعد عدم اللياقة في الاستضافة."
وتحدث الأمير تركي أيضا عن مسيرة والده العسكرية خلال الخلاف المسلح الذي وقع بين المملكة اليمنية آنذاك، وبين السعودية قائلا: :"كان يبدو أن للإمام يحيى ملك اليمن حينها أطماعا في منطقتي جازان ونجران، فاندلعت حرب لم تدم طويلا، فكلف المؤسس، الملك فيصل، حيث كان حينها نائبا له في الحجاز، بأن يتوجه لمنطقة الساحل مرورا بجازان، لمواجهة القوات اليمنية."
وأضاف الأمير السعودي نقلا عن والده الملك الراحل، أنه سار في واد سحيق بين جبلين مع قواته عند وصولهم لمدينة ميدي على الحدود، وعلم من خلال أجهزة استخباراته نوعية السلاح الذي كان بحوزة قوات الإمام ومدى استخدامها فسار في أسفل الوادي وهو مطمئن أن نيران الأسلحة لن تصل إلى قواته.
وأضاف: "والدي قال لي: عندما شاهدت قوات الإمام يحيى الأمر قالوا عنا إنهم محاطون بالجن، وانسحب جيش الإمام، واستمر الملك في زحفه إلى أن وصل للحديدة.. بقي الملك فيصل في الحديدة 4 أشهر، يأتيه من كل أنحاء اليمن مشايخ وأعيان وقضاة... نحن نريد أن نبايع الملك عبدالعزيز والإمام يحيى في صنعاء، وكان الملك فيصل يرسل برقيات للمؤسس وهو لا يرد، حتى جاءت برقية منه تطالبه بتسليم البلد لمندوب الإمام والعودة."
يذكر أن الأمير تركي الفيصل كان قد تولى لسنوات مناصب حساسة في السعودية، بينها رئاسة الاستخبارات العامة وكذلك منصب سفير المملكة في الولايات المتحدة وهو شخصية بارزة على المستويين السياسي والثقافي، ويرأس حاليا مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.